غزة: أجواء عيد الميلاد في مدرسة كاثوليكية مع تواصل الترميم

04 ديسمبر 2021
قريباً تحتفل الأخت نبيلة وتلاميذ مدرسة راهبات الوردية بعيد الميلاد (فيسبوك)
+ الخط -

قبل سبعة أشهر، سعت الأخت نبيلة صالح وراهبتان أخريان إلى الاحتماء من القصف الإسرائيلي في مجمّع مدرسة كاثوليكية في قطاع غزة، عندما اهتزّ على وقع أصوات انفجارات ناجمة عن قصف، ادّعى الاحتلال أنّه يستهدف به أهدافاً لناشطين فلسطينيين في مكان قريب.

أمّا اليوم، فتتطلّع الأخت نبيلة مديرة مدرسة راهبات الوردية إلى إضفاء بعض مظاهر الفرح  على المؤسسة التربوية قبيل عيد الميلاد. إذ بدأ تعليق الزينة على الرغم من الاستمرار في أعمال إصلاح الآثار التي خلّفها العدوان الأخير على غزة الذي استمرّ 11 يوماً في مايو/ أيار الماضي.

تخبر الأخت نبيلة أنّ الانفجارات التي وقعت أتت خارج سور المدرسة، لكنّها كانت قوية لدرجة أنّها تسبّبت في جعل البناء يميل ثمانية سنتيمترات. وقد نجح مهندسون في إنقاذ المدرسة من الهدم، وبدأوا بإصلاح الفصول التي طاولتها أضرار مختلفة.

وخلال ذلك الهجوم الذي وقع ليلاً، لم يكن من تلاميذ في المدرسة، علماً أنّها تضمّ فصولاً من مرحلة الحضانة إلى المرحلة الثانوية. وكانت قوات الاحتلال حينها قد ادّعت أنّها استهدفت أنفاقاً في الحيّ يستخدمها ناشطون فلسطينيون لإطلاق الصواريخ في اتّجاه "المدن الإسرائيلية".

الصورة
مدرسة راهبات الوردية في غزة في خلال العدوان الإسرائيلي (فيسبوك)
مدرسة راهبات الوردية غداة استهدافها في العدوان الإسرائيلي الأخير (فيسبوك)

وتؤكد الأخت نبيلة: "نحن لا نتوقّف عند حرب"، مضيفة "نحن مصمّمون على أن تكون لدينا أجواء ميلادية داخل المدرسة، وهذا الأمر دليل على الانطلاق والاستمرارية". ولا تخفي الأخت نبيلة أنّها ما زالت تعاني من "آثار الخوف والرعب" عندما تستعيد ذكرى ليلة القصف، علماً أنّها تعيش فقط مع راهبتَين أخريَين في مجمّع المدرسة.

وعن تلك الليلة، تقول الأخت نبيلة: "ظننت أنّ المدرسة كلّها انهارت، وشعرت برعب". ولم تكن وحدها من شعر بذلك الرعب. وتدعو الله ألا تقع حروب أخرى، "يكفي ما عاشه أولادنا من حروب. فذلك يبقي في داخل الفرد ذكرى سيّئة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

تجدر الإشارة إلى أنّ أقلّ من ألف فلسطيني مسيحي يعيشون في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليونَي نسمة. ويمثّل المسلمون 95 في المائة من تلاميذ المدرسة البالغ عددهم 1150 تلميذاً وتلميذة. كذلك فإنّ المسيحيين في غزة ينتمون بمعظمهم إلى طائفة الروم الأرثوذكس ويحتفلون بعيد الميلاد في السابع من يناير/ كانون الثاني، علماً أن الاحتفال الكاثوليكي بالعيد يأتي في 25 ديسمبر/ كانون الأوّل.

(رويترز)

المساهمون