أفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث بأنّ المنظمة الأممية تخطّط لنشر موظفيها في مناطق مختلفة من السودان، في مقدّمتها الخرطوم التي تُعَدّ من أكثر المناطق التي تتطلّب مساعدات، وفي أجزاء أخرى من البلاد، حالما تسمح الظروف. وقد أشار إلى سعي إلى الحصول على تعهّدات بحماية المساعدات من قبل طرفَي الصراع في البلاد، الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع".
وجاءت تصريحات غريفيث في مؤتمر صحافي عقده في بورتسودان شمال شرقي السودان، عن بُعد عبر تقنية الفيديو، وقد جمع الإعلاميين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف. وقال إنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس طلب منه السفر إلى السودان والمنطقة، للتأكد من أنّ المنظمة الأممية والوكالات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية قادرة على أداء عملها وتأمين احتياجات السودانيين.
وتحدّث غريفيث عن استيلاء على مخازن وشاحنات مساعدات، من دون أن يحدّد هوية الجهات التي أقدمت على ذلك. لكنّه بيّن في الوقت نفسه أنّ اللقاحات ما زالت بأمان في مخازن بالخرطوم، علماً أنّ قيمتها تصل إلى نحو أربعين مليون دولار. وشدّد على أنّ الأمم المتحدة "مستمرة في التخطيط من أجل الاستمرار في عملها وتقديم المساعدات، مع الحصول على تعهّدات من قبل الطرفَين بالسماح (للجهات المعنية) بتقديم المساعدات الإنسانية" لمن يحتاجها.
In Port #Sudan, @volkerperthes and I spoke with General Burhan, General Hemedti and civil society leaders.
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) May 3, 2023
We stressed that humanitarian aid must reach the people. But we need strong guarantees on the safety and security of aid workers and supplies. pic.twitter.com/cj4tpNApuh
ولفت غريفيث إلى أنّه فور وصوله إلى السودان، بدأ بالعمل للحصول على التزامات الطرفَين العسكريَّين المتقاتلَين، وبشكل علني وواضح، لحماية المساعدات الإنسانية والسماح للإمدادات والأشخاص بالتحرّك. أضاف أنّه "في تلك المناطق حيث لا يسجَّل وقف رسمياً لإطلاق النار، سوف نظلّ في حاجة إلى اتفاقيات وترتيبات لإتاحة حركة الموظفين أو الإمدادات. سوف نحتاج إلى اتفاقيات على أعلى مستوى وعلنية، وسوف نحتاج إلى تنفيذ تلك الالتزامات في الترتيبات المحلية التي يمكن الاعتماد عليها".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن مغادرة أكثر من 100 ألف شخص البلاد في الأسابيع الأخيرة. وحول احتمال أن تكون موجة النزوح قد انخفضت بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار لمدّة سبعة أيام، قال غريفيث "لا أظنّ أنّنا رأينا نهاية للنزوح والبحث عن الأمان في السودان والدول المجاورة له... وفي المباحثات التي أجريتها مع دول الجوار ومسؤولين في الأمم المتحدة أكّدنا على الحاجة إلى تقديم المساعدة في داخل السودان لتشجيع الناس على عدم المغادرة، لكنّه يتوجّب علينا أن نكون مستعدّين لاستقبالهم في المناطق المجاورة، مع الحفاظ على كلّ الحقوق والاستحقاقات التي تأتي مع تلك الاتفاقيات الخاصة باللاجئين".
ورداً على سؤال صحافي حول الانتقادات التي وُجّهت إلى الأمم المتحدة وعن ارتكاب أخطاء عديدة في الأسابيع الماضية، أجاب غريفيث أنّ "الأخطاء تُرتكب في الصراعات"، خصوصاً عندما ينزح الآلاف وسط الصراع الدائر. وتحدّث عن الصعوبات التي تواجهها الأمم المتحدة في مثل هذه الظروف، من بينها سرقة مساعداتها على الرغم من التزام الأطراف بخلاف ذلك. وأعطى مثالاً على الاستيلاء على ستّ حافلات للمساعدات الإنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، كانت متوجّهة إلى دارفور على الرغم من حصول الأمم المتحدة على تطمينات من الأطراف الفاعلة.
وأوضح غريفيث أنّ الأمم المتحدة تقيّم حجم الاحتياجات التي تختلف بحسب المنطقة، لافتاً الانتباه إلى أنّ صندوق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية كان قد أعلن قبل موجة الاقتتال الأخيرة عن حاجة إلى 1.7 مليار دولار أميركي تُخصَّص للسودان في عام 2023 الجاري، لكنّه لم يُرفَد حتى الآن إلا بنحو 200 مليون دولار فقط. وقد توقّع ارتفاع نسبة الاحتياجات بعد موجة الاقتتال. وحول نوعية الاحتياجات، أشار إلى أنّها تشمل لقاحات ومياهاً نظيفة وطعاماً وغير ذلك.
وأكّد غريفيث أنّ فريقه بدأ العمل لتأمين تلك الالتزامات على أعلى المستويات، غير أنّه شدّد على أنّ الوضع الأمني يتحكّم في عملية المضيّ قدماً في تلك الخطط. وتابع: "ليس الأمر كما لو أنّنا نطلب المستحيل. نحن نطلب تنقّلات (آمنة) للإمدادات الإنسانية والأشخاص. نقوم بذلك في كلّ دولة أخرى، حتى من دون وقف لإطلاق النار. من المعتاد في العمل الإنساني الذهاب إلى حيث لا يذهب الآخرون".