غرق مهاجرين سوريين.. قصة عائلة أحمد هلال التي لم تبلغ أوروبا

25 اغسطس 2024
نهر درينا بين البوسنة وصربيا الذي يعبره المهاجرون إلى أوروبا، 11 يناير 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **قصة مأساوية لعائلة سورية مهاجرة:** الشاب السوري أحمد إبراهيم هلال، الذي نجا من الغرق في البحر الأبيض المتوسط عام 2018، لقي حتفه مع زوجته وطفلتهما أثناء محاولتهم عبور نهر درينا بين البوسنة وصربيا في رحلة هجرة غير نظامية.

- **تفاصيل الحادثة وجهود الإنقاذ:** السلطات في صربيا أعلنت وفاة عشرة أشخاص بعد انقلاب قارب هجرة غير نظامية في نهر درينا، بينما نجا 18 آخرون. محمد هلال، شقيق أحمد، حضر من هولندا لإتمام ترتيبات دفن شقيقه ونقل أولاد شقيقه الناجين إلى هولندا.

- **مخاطر الهجرة غير النظامية للسوريين:** المهاجرون السوريون يواجهون مخاطر كبيرة خلال محاولاتهم الوصول إلى أوروبا، وقد لقي المئات منهم حتفهم في السنوات الماضية سواء في البحر الأبيض المتوسط أو في الطرقات البرية.

تكثر أخبار غرق مهاجرين سوريين يحملون أحلامهم وأزماتهم ويمضون إلى بلدان لجوء مختلفة. وقصة الشاب السوري أحمد إبراهيم هلال، الذي قضى غرقاً مع زوجته وطفلة من أولادهما الأربعة يوم الخميس الماضي، واحدة منها وتحمل كثيراً من الأسى. هم لقوا حتفهم خلال عبورهم الحدود بين البوسنة وصربيا، علماً أنّ أحمد كان قد نجا من الغرق قبل سنوات، عندما انقلب القارب الذي كان على متنه في البحر الأبيض المتوسط وهو في طريقه إلى أوروبا.

وبحسب ما أعلنت السلطات في صربيا، فإنّ ثلاثة من أفراد عائلة الشاب السوري غرقت في نهر درينا الحدودي مع البوسنة، في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، في رحلة هجرة غير نظامية استهلّوها من تركيا. وأكد مصدر مقرّب من العائلة لـ"العربي الجديد" أنّ الشاب أحمد وزوجته خديجة نجيب شعبان وابنتهما لانا غرقوا حين انقلب القارب الذي كان يقلّهم، في حين نجا الأولاد الثلاثة الآخرون، وهم ابنتان وابن واحد.

وقد أفاد مسؤولون معنيّون في البوسنة وصربيا بأنّ ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص لقوا حتفهم بعد انقلاب قارب الهجرة غير النظامية الذي كان يقلّ نحو 30 شخصاً في نهر درينا، في حين نجا 18 آخرين، من بينهم 16 سورياً ومصريّان.

لشدّة رغبته في حياة كريمة ولجوء آمن، لم يفقد أحمد هلال الأمل بإمكانية العبور إلى أوروبا. وفي رحلة هجرة ثانية، صمّم ابن مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي على الوصول إلى وجهته. ففي الرحلة الأولى في عام 2018، كان هو الناجي الوحيد من الموت بعد غرق قارب المهاجرين الذي كان يستقلّه قبالة شواطئ قبرص بعد الإبحار من تركيا.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وأفاد محمد هلال، شقيق أحمد، "العربي الجديد" بأنّه حضر إلى صربيا من هولندا لإتمام ترتيبات دفن شقيقه وزوجته وابنتهما لانا، بواسطة متعهّد دفن بالطريقة الإسلامية. وبهدف ذلك، راح محمد الذي يحمل الجنسية الهولندية ينسّق مع محامية سوريّة مقيمة في صربيا. وبشأن مصير أولاد شقيقه الثلاثة الناجين، أوضح محمد أنّهم في رعاية الخدمات الاجتماعية الصربية في الوقت الراهن، مشيراً إلى أنّه يعمل بالتنسيق مع المحامية المذكورة آنفاً لاصطحابهم معه إلى مقرّ إقامته في هولندا. أضاف محمد، الأب لخمسة أولاد، أنّه سوف يتولّى رعاية أولاد شقيقه المتوفّى بالتعاون مع شقيقَين آخرَين يقيمان في هولندا أيضاً، بعد الحصول على وصاية قانونية عليهم من قبل السلطات المختصة في صربيا.

وتابع محمد، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أنّ شقيقه أحمد كان يقيم في قبرص التي وصل إليها في عام 2018، عندما نجا من الغرق في رحلة الهجرة الأولى التي خاضها، ثمّ أرسل بطلب أفراد عائلته واستخرج لهم تأشيرات سياحية بهدف الوصول إلى أوروبا. وعند بلوغ أحمد البوسنة، حاول مرّتَين الوصول إلى وجهته جوّاً، لكنّه لم ينجح في ذلك، واضطر بالتالي إلى تجربة الطريق البري الذي يستوجب عبور نهر درينا بين البوسنة وصربيا.

تجدر الإشارة إلى أنّ المهاجرين السوريين يواجهون مخاطر كبيرة خلال محاولاتهم الوصول إلى أوروبا بهدف اللجوء، وقد لقي المئات منهم حتفهم في السنوات الماضية، سواء أكان ذلك في البحر الأبيض المتوسط أو في الطرقات البرية الواصلة بين تركيا والعمق الأوروبي، علماً أنّ آخرين كانوا قد قضوا في الطرقات الصحراوية، خصوصاً الليبية منها. وعلى الرغم من ذلك، يتوالى تدفّق اللاجئين السوريين إلى حدود أوروبا بعد 13 عاماً من الحرب، هرباً من الأوضاع غير الآمنة في البلاد ومن الظروف الاقتصادية الخانقة وسط انهيار مقوّمات الحياة بسبب الحرب.

المساهمون