غرف طوارئ في الخرطوم توفّر مساعدات إنسانية وسط الاشتباكات

19 يوليو 2023
كثر هم السودانيون المتضررون في الخرطوم الذين يحتاجون إلى كلّ مساعدة متاحة (فرانس برس)
+ الخط -

من قلب الحرب القائمة في السودان، خرجت مبادرة شعبية أطلقتها لجان المقاومة في أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، تهدف إلى تقديم مساعدات إنسانية إلى المتضرّرين عبر إنشاء "غرف طوارئ".

وكشفت غرف الطوارئ تلك عن قدرتها على تطويع الواقع، وسط الرصاص وقذائف المدافع في أحياء الخرطوم المتضررة. فهي نجحت في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية الصحية والغذائية لسكان تلك الأحياء، على الرغم من الاشتباكات المستمرّة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في العاصمة.

كذلك، نجحت غرف الطوارئ في تعزيز مراكز صحية في أحياء العاصمة بجهود السكان ودعمهم، فعادت تلك المراكز إلى العمل واستقبال المرضى وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين من جرّاء الاشتباكات. كذلك تتابع إعادة خدمات الكهرباء والمياه، مع توفير الغاز للمخابز في الأحياء المتضرّرة.

ويتبادل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات تتعلق بإشعال القتال، منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي. ويتبادل الطرفان أيضاً تهم ارتكاب خروقات خلال سلسلة من الهدنات التي لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، معظمهم من المدنيين، وما يزيد عن 3.1 ملايين نازح داخلي ولاجئ، بحسب بيانات وزارة الصحة السودانية ومنظمة الأمم المتحدة.

يقول علاء الدين إبراهيم، عضو تنسيقيات لجان مقاومة حيّ أم بدة بمدينة أم درمان غربي العاصمة، إنّ "التنسيقية أنشأت غرفة طوارئ لتقديم الخدمات الطبية والغذائية في الأحياء التي تشهد اشتباكات مسلحة". ويوضح إبراهيم لوكالة الأناضول أنّه "نجحنا في إعادة مستشفى بالمنطقة إلى نشاطه، وصارت أقسامه تعمل بكفاءة عالية، خصوصاً قسم الأمراض الداخلية وقسم الأمراض النسائية والتوليد وقسم طبّ الأطفال".

يضيف إبراهيم أنّ "المستشفى يستقبل كلّ الإصابات، غير أنّه لا يجري عمليات جراحية"، متحدّثاً عن "نقص حاد في الكوادر الطبية وكذلك في الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية". ويشير إبراهيم إلى أنّ "منظمة أطباء بلا حدود تقدّم الوقود لتشغيل المستشفى وكذلك الطعام للكوادر الطبية العاملة فيه".

وفي 12 يوليو/ تموز الجاري، أعلنت وزارة الصحة عن عودة مستشفيات في الخرطوم إلى العمل، مع توفير الخدمات العلاجية للمواطنين على الرغم من التحديات التي تواجهها.

وتُقدَّر نسبة المستشفيات التي توقّفت عن تقديم الخدمات 66 في المائة من مجموع المؤسسات الاستشفائية العاملة في مناطق الاشتباكات بالخرطوم. ومن أصل 89 مستشفى مركزياً في العاصمة، ثمّة 59 متوقفة عن الخدمة فيما تعمل 30 أخرى مستشفى بصورة كاملة أو جزئية، بحسب نقابة أطباء السودان.

في هذا الإطار، تقول الناشطة أمنية مصطفى أنّ مبادرة تطوعية أُنشئت لتشغيل مستشفى "النو" الحكومي في أم درمان. وهذا المستشفى يقع في حيّ الثورة بأم درمان، وقد أُغلقت أبوابه مع بدء الاشتباكات، لكنّها فُتحت من جديد بمجهود تطوعي لتقديم الخدمات إلى مواطنين كثيرين.

تضيف مصطفى لوكالة الأناضول أنّ "المبادرة أُنشئت عند اندلاع الحرب في منتصف إبريل الماضي، لمساعدة المرضى والجرحى ونقل المصابين من دائرة الاشتباكات وإسعافهم داخل المستشفى". وتوضح أنّ "المبادرة التطوعية تسعى إلى توفير مواد طبية وأطباء وتقديم مواد غذائية للمرضى"، إلى جانب تشكيل لجنة مصغّرة لحصر القتلى من جرّاء الحرب، ودفنهم وفقاً للمعايير الدولية بالتشاور مع ذويهم.

قضايا وناس
التحديثات الحية

بدوره، يفيد عباس عبد الله، عضو تنسيقية لجان مقاومة شرق النيل في مدينة بحري شمال شرقي الخرطوم، بأنّهم وفّروا مواد غذائية للمتضرّرين من الحرب.

ويؤكد عبد الله لوكالة الأناضول أنّ "الحرب أثّرت بطريقة مباشرة على الشرائح الضعيفة في المجتمع وكذلك المياومين (يعملون بأجر يومي)، لذلك نسعى إلى توفير مواد غذائية عينية وتوزيعها على المحتاجين".

وبعد اندلاع القتال في السودان قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ارتفع عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في البلاد وتخطّى نصف السكان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة. وقد قدّرت الأمم المتحدة عدد هؤلاء المحتاجين بنحو 25 مليون شخص.

تجدر الإشارة إلى أنّ المنظمة الدولية للهجرة الدولية قد بيّنت في آخر تقاريرها أنّ أكثر من 3.3 ملايين شخص هُجّروا من جرّاء القتال الدائر بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع".

وشرحت المنظمة أنّ عدد النازحين داخلياً في كلّ أنحاء السودان بلغ 2.613.036 شخصاً، في حين لجأ 757.230 ألف شخص إلى البلدان المجاورة؛ مصر وليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا. وبيّنت المنظمة الأممية أنّ كلّ التقارير المتعلقة بالسودان تشير إلى تدهور الوضع واستمرار الهجمات المميتة في ولايات مختلفة من البلاد.

(الأناضول)

المساهمون