استمع إلى الملخص
- أكد رمزي خوري على استمرار معاناة الفلسطينيين، مشبهاً الوضع الحالي بما حدث قبل 2025 عاماً، مشيراً إلى صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
- دعا رجال الدين المسيحيون إلى السلام ووقف الحرب في غزة، مؤكدين على أهمية التدخل الدولي لتحقيق السلام العادل، معبرين عن أملهم في مستقبل أفضل.
دقّت أجراس كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم الاثنين، وأقيمت الصلوات بمناسبة عيد الميلاد بحسب التقويم الشرقي، في حين يمضي الاحتلال الإسرائيلي في حربه المدمّرة على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر. وقد رفع المسيحيون الذين يتّبعون التقويم الشرقي صلواتهم اليوم من أجل قطاع غزة، لا سيّما أطفاله، داعين إلى إنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة منذ 15 شهراً.
وللعام الثاني على التوالي، وكما احتفل الفلسطينيون المسيحيون الذين يتّبعون التقويم الغربي بعيد الميلاد في 25 ديسمبر/كانون الأول المنصرم من دون مظاهر احتفالية، كذلك يفعل هؤلاء الذين يحيون عيد الميلاد اليوم، وذلك في تضامن مع قطاع غزة المنكوب وحزناً على مواطنيهم المحاصَرين والمستهدَفين فيه من آلة الحرب الإسرائيلية. وهكذا اكتفى مسيحيو بيت لحم وعشرات من الحجاج الذين تمكّنوا من الوصول إلى كنيسة المهد بالصلاة، وسط غياب كلّ مظهر من مظاهر بهجة عيد الميلاد في مدينة بيت لحم وكنيسة المهد، التي شُيّدت في الموقع الذي أبصر فيه السيد المسيح النور، بحسب المعتقدات.
في هذا الإطار، يقول رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري لوكالة الأناضول إنّ "التاريخ يعيد نفسه". يضيف خوري، الذي يشغل كذلك منصب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنّه "قبل نحو 2025 عاماً قتل الطاغية هيردوس أطفال بيت لحم، واليوم يقتل (الاحتلال الإسرائيلي) أطفال قطاع غزة في حرب الإبادة المستمرّة". ويتابع: "نأمل أن يصحو العالم ويرى هذه الحرب"، مشيراً إلى "قتل الأطفال والمعاناة اليومية" في إطارها. ويكمل خوري: "على الرغم من المعاناة، فإنّ شعبنا صامد ويقاوم، (نحن) ثابتون على الأرض للحفاظ على الوجود والمقدّسات الإسلامية والمسيحية"، لافتاً بالقول "اليوم، نصلّي من أجل أطفال قطاع غزة ولبنان وكلّ أطفال العالم".
من جهته، يقول الأب عيسى مصلح، المتحدّث الإعلامي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إنّ "مسيحيّي بيت لحم يبعثون برسالة في عيد الميلاد مفادها أنّنا سوف نبقى على هذا التراب المقدس، سوف نبقى في مساجدنا وكنائسنا وحاراتنا ومدارسنا، ولن نركع إلا لله". يضيف الأب مصلح لوكالة الأناضول: "لن نترك الإرث الثمين في هذه الأرض، ونأمل بأن يحتفل العالم في هذا العام بالسلام، وقد عمّ في الأراضي المقدسة".
واليوم، قبيل صلوات عيد الميلاد في كنيسة المهد، دعا النائب البطريركي للأقباط الأرثوذكس الأنبا أنطونيوس العالم إلى "التدخّل الفوري لوقف الحرب على قطاع غزة". وصرّح، فور وصوله إلى بيت لحم قادماً من مدينة القدس المحتلة، بأنّ "ما يجري في قطاع غزة أمر فظيع، ونصلّي من أجل أن تتوقّف الحرب وتعود الحياة فيه مثلما عهدناها سابقاً". وشدّد الأنبا أنطونيوس على "وجوب أن يتدخّل المجتمع الدولي لوقف كلّ الحروب في العالم، وأن يحلّ السلام العادل والأمن والأمان، وأن يعيش الجميع في حرية واستقرار. هذا ما سوف نصلّي من أجله".
بدوره، صرّح النائب البطريركي لأبرشية القدس والأردن وسائر الديار المقدّسة للسريان الأرثوذكس المطران مار أنتيموس جاك يعقوب، أمام وسائل الإعلام فور وصوله إلى بيت لحم، أنّه "في هذا اليوم المبارك ميلاد سيّد السلام، على الرغم من الألم والظلم الجاريَين في العالم، فإنّ ثمّة نوراً سيقشع في وجه الظلام". وأضاف: "نحن مدعوّون إلى الفرح والسلام، وما يجري في قطاع غزة مؤلم جداً، لكنّ رسالة عيد الميلاد تحيينا"، مشيراً إلى "أملٍ مشرق وغدٍ سيكون أجمل".
(الأناضول، العربي الجديد)