عيد الفطر في الجزائر... غلاء الملابس وتداعيات كورونا

13 مايو 2021
أثقل غلاء الأسعار كاهل الأسر (العربي الجديد)
+ الخط -

وجدت العائلات الجزائرية هذا العام صعوبة كبيرة في توفير واقتناء ملابس العيد لأبنائها، بسبب الغلاء الفاحش الذي عرفته الأسواق، وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين الناتج عن ضعف الرواتب، والتداعيات البالغة للأزمة الوبائية لكورونا، ما أثرّ على نشاط الجمعيات الخيرية والتضامنية لصالح الفقراء. 

ولم تتمكن نسبة من العائلات من توفير ألبسة عيد الفطر بسبب ارتفاع الأسعار في المحلات والمصاريف الكبيرة التي أثقلت كاهلها في شهر رمضان فلجأت إلى المحلات التي قدّمت تخفيضات، والأسواق الشعبية، لعلها تجد ما يمكن توفيره من ملابس بنصف أسعارها، فيما لجأ البعض إلى صفحات التواصل الاجتماعي للبحث عن العروض التي يقدمها التجار المتخصصون في هذا المجال، المتنقلون منهم أو أصحاب المتاجر الكبرى الذين يغتنمون فرصة كل عيد من أجل ترويج أكبر قدر من الألبسة . 

وشهدت الأسواق في أغلب المدن الجزائرية، نقصاً في إقبال المواطنين على محال بيع الملابس والأحذية لشراء حاجيات أطفالهم، ما فرض على التجار اللجوء إلى حملة تخفيض الأسعار، لمضاعفة عروضها واستقطاب أكبر عدد من الزبائن واغتنام فرصة ذهبية لا تعوض في السنة لتحقيق أرباح كبيرة وتعويض الركود التجاري والخسائر الكبيرة التي تكبدوها العام الماضي بسبب حظر نشاطهم كإجراءات وقائية للحدّ من انتشار جائحة كورونا.

 ويقول فريد وهو تاجر يملك محلا كبيرا للألبسة الخاصة بالأطفال في مدينة حجوط غربي العاصمة الجزائرية لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأسعار مقارنة بالسنة الماضية مرتفعة، حاولنا تخفيض المستطاع لمساعدة العائلات على توفير ملابس العيد لأبنائها لكننا وجدنا صعوبة في توفير السلع بسبب غلق الحدود وتوقيف الاستيراد خاصة من تركيا والصين، وهو ما أدى إلى قلة العرض وزيادة الطلب، ناهيك بتوقف العشرات من المصانع الجزائرية السنة الماضية عن العمل بسبب جائحة كورونا".

ولجأ بعض العائلات إلى شراء الملابس عبر آلية الدفع بالتقسيط أو تأجيل الدفع بضمانات، ويؤكد سليم وهو تاجر في الألبسة الرجالية بمدينة العفرون في محافظة البليدة جنوب العاصمة الجزائرية، أنّ عائلات كثيرة اقتنت من عنده ألبسة بالتقسيط أو الاستدانة، ويضيف لـ"العربي الجديد": "لقد وجدت صعوبة لترويج السلعة، فوجئت هذه السنة بعزوف العائلات عن اقتناء الألبسة وهذا بسبب الوضعية الاقتصادية وانهيار العملة الجزائرية والبطالة التقنية التي عاشها الكثير من أصحاب الحرف والعمال اليوميين بسبب جائحة كورونا".  

قضايا وناس
التحديثات الحية

وعلى عكس السنوات الفارطة، لم تجد العائلات الجزائرية ذات الدخل الضعيف هذه السنة سندا تضامنيا لتوفير ألبسة العيد من طرف الجمعيات الخيرية التي كانت تتكفل بتنظيم مبادرات نوعية، حيث نشطت الجمعيات الخيرية بدرجة أقل من السنوات الماضية، بسبب التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لكورونا.

ويفسّر الناشط في الجمعية الخيرية الرفيق للتكفل باليتيم وأستاذ الاقتصاد بجامعة العفرون فارس مسدور، "نقص العمليات الخيرية بتداعيات كورونا والأزمة الاقتصادية التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة ، حيث إن رجال الأعمال والمال وممولي المبادرات الخيرية تأثروا كثيرا بهذه الوضعية ومخلفات الجائحة بعدما أغلقت المصانع والورشات وسرحت عمالها.

 ويضيف: "باعتباري إماماً متطوعاً في مسجد علي بن أبي طالب بمنطقة بوفاريك، فقد وجهت نداءاتي المتكررة من أجل المساهمة في قفة رمضان وألبسة العيد لأنه ليس من الدين الخوف من المستقبل، فكل شيء بيد الله إلا أن الوضعية بقيت على حالها وقد أخجلونا مع الفقراء". 

المساهمون