عيد الأضحى في سورية... آمال بانتهاء مأساة غزة

18 يونيو 2024
يزورون مقبرة خلال عيد الأضحى في إدلب (معاوية أطرش/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عيد الأضحى في سورية يأتي وسط تذكير بالألم والمأساة المشتركة مع غزة، حيث يعيد القصف الوحشي في غزة إلى أذهان السوريين ذكريات النزوح والخسارة التي عاشوها بسبب الحرب.
- النازحون السوريون يعبرون عن تضامنهم العميق مع أهالي غزة، مشاركين في الحزن والأسى الذي يغلف العيد، ويستذكرون معاناتهم الشخصية من القصف والنزوح، مؤكدين على وحدة الألم بين الشعبين.
- اللاجئون والنازحون ينتقدون الصمت العربي والدولي تجاه ما يحدث في غزة، مشبهين الوضع بما عايشوه في سورية من حصار وتدمير، ويعبرون عن أملهم في توقف المأساة وإيجاد فسحة أمل وسلام لأهالي غزة في العيد.

حلّ عيد الأضحى في سورية وسط الألم من المأساة التي تحدث في غزة، وتذكر السوريون ما أصابهم طوال سنوات القصف والنزوح، فوحشية القصف في غزة تشبه وحشية القصف الذي تعرّضوا له من قذائف مدفعية النظام السوري وقنابل طائراته الحربية، والذي أجبرهم على النزوح من منازلهم، ومغادرة مدنهم وبلداتهم بحثاً عن الأمان. 

لا تستطيع النازحة روعة الحسون التي تُقيم في مخيمات دير حسان في ريف إدلب شمال سورية أن تكتم حزنها العميق كلما شاهدت ما يحدث لأهالي غزة على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الأخبار. قالت لـ"العربي الجديد": "أشعر بأسى لما يحدث هناك مع حلول العيد الذي يفترض أن يكون عيد فرح وسرور، لكنه مسلوب من المجرمين".

وأشارت إلى أنها تسترجع لدى مشاهدتها مقاطع الفيديو التي تظهر فيها الأمهات النازحات برفقة أطفالهن في غزة، ما حدث معها خلال سنوات القصف والرعب والخوف التي عاشتها قبل أن تنفذ قبل نحو خمس سنوات رحلة نزوحها الأخير من مدينة معرة النعمان في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب. وقالت: "كان الله في عون نساء غزة. مرّرن بما عرفناه وربما أسوأ من إجرام وإرهاب وقصف. خرجنا من مدينتنا من دون أن نحمل إلا حقائب صغيرة تحتوي على قليل من الملابس".

أضافت: "نشعر بما يمر به أهلنا في غزة في ظل إجرام العدو الذي لا يوصف، وقد فقدنا الكثير من أفراد عائلتنا بين قتيل ومعتقل ومختفٍ في السجون. فرحتنا في العيد منقوصة ويزداد حزننا مما يلاقيه أهل غزة من قتل وتشريد وتجويع، أعاننا الله جميعاً".

ورأى اللاجئ الفلسطيني عمار القدسي، المهجر من جنوب دمشق والذي يُقيم في ريف حلب الشمالي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن ما يجري في غزة إبادة جماعية، واستهداف لكافة مظاهر الحياة. نحن حزينون على ما يجري لأهلنا في غزة، وغاضبون أيضاً من المواقف المخزية، والصمت العربي والدولي عما يرتكبه الكيان الصهيوني من حصار وإبادة ضد أهلنا المدنيين من دون أي محاسبة".

تابع: "تهدف إسرائيل إلى قتل أكبر عدد ممكن من أهلنا في غزة وتدمير المنازل والقرى والمخيمات، ودفع الجميع إلى النزوح واللجوء ومغادرة أراضي فلسطين. ما يحدث في غزة أعاد لنا مشهد حصار وتدمير مخيماتنا في سورية، والشاهد الأكبر على ذلك هو مخيم اليرموك، وكأن العدو الذي يمارس الإرهاب والمجازر ضد أهلنا في غزة هو نفسه من مارس الحصار والقتل والتدمير في مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى فوجه الإجرام واحد".

بدوره، قال عبد الرزاق الطيب، النازح من ريف حلب والذي يُقيم في مخيم قريب من مدينة الدانا شمالي إدلب لـ"العربي الجديد": "أحاول أن أتجنب مشاهدة الدمار والقتل في غزة، فالجرح لا يشعر بألمه إلا صاحبه. وبالنسبة لنا عشنا ونعيش الجرح نفسه في غزة، ونشعر بنفس الألم. كنا نأمل في أن يكون لأهالي غزة متنفس في العيد، أقله لتضميد الجراح، وهو ما عشناه خلال سنوات النزوح والقصف حين كنا نحتاج إلى التقاط الأنفاس. نأمل أن تتوقف المأساة في غزة".

المساهمون