تظل الطقوس والعادات الشعبية الخاصة بالمولد النبوي الشريف في مصر راسخة ولا تتبدل، وما زال تقليد صناعة الحلوى والمتمثل في عروسة وحصان أهم مظاهر الاحتفال بالإضافة لحلويات أخرى بأشكال مختلفة.
وتعد رمزية الحصان والعروسة هي الأشهر من ألف رمزية للاحتفال بالمولد النبوي وباقية حتى الوقت الحاضر، ويمثل الحصان حصان الخليفة صاحب الفتوحات والانتصارات وهو يجلس فوقه ويحمل السيف.
"العربي الجديد" قام بجولة داخل أحد المصانع التي تنتج حلوى عروسة وحصان، بمنطقة باب الشعرية في محافظة القاهرة، حيث يقول علي محمد محمود العربي، صاحب مصنع، إن الفترة الموسمية الخاصة بمولد النبوي كانت قديماً تمتد لثلاثة أشهر، لكنها حالياً تمتد من 20 إلى 30 يوماً فقط.
وأضاف العربي، أن مصنعه تخصص في صناعة حلوى العروسة والحصان بجانب أصناف أخرى تُتنج تزامناً مع المولد النبوي، وتابع العربي: "هذه الصنعة تعتمد على قوالب خشبية، لكن الصعوبة والتحدي الكبير في تسييح السكر على النار حتى وصوله لدرجة غليان عالية بطريقة مواد مسيلة كي تتم قولبته في القالب الخشبي، وكثير من المصانع يعتمد على النظام التقليدي فيها".
ومضى العربي في حديثه: "وعندما يبرد السكر داخل القالب يعود مرة أخرى لصلابته لكن يتم نزع منه المادة التي كانت عاملاً على سيولته، وبعد ذلك تخرج ليتم تذويقها وتزيين العروسة بالفستان المزخرف المصنوع من أوراق كروشيه فضفاضة ملونة بالألوان الأحمر والأخضر والأصفر، مدبسة بدبابيس، ثم يضاف إليها تاج مصنوع من الورق الملون وأعواد الخشب لتثبيت التاج، ويتم تزيين وجهها بألوان كأنها تضع مكياجاً، وتلوين شعرها باللون الأسود أو أي لون آخر".
وزاد العربي: "عدد المصانع في القاهرة الكبرى التي تنتج حلوى الحصان وعروسة قليل جداً بخلاف المصانع في الوجهين القبلي والبحري"، لافتاً إلى أنه في الوجه البحري خمسة مواسم: رأس السنة وعاشوراء والمولد النبوي ورجبية تتم فيها صناعة عروسة وحصان وحلوى السمسمية.
ورغم ارتفاع أسعار حلوى المولد هذا العام، قال العربي إن ذلك لم يمنع المواطن المصري من الإقبال على الشراء، حتى أن "حلوى المولد" يتم سحبها أولاً بأول من الأسواق.