لم يكن الطريق سهلاً أمام عدد من العائلات التي غادرت العراق لتأمين مستقبل أفضل، إذ وقع بعضها ضحية تجار البشر، ليجدوا أنفسهم عالقين في مخيمات النزوح في شمال غرب سورية، بانتظار فرصة للمغادرة.
تواصل "العربي الجديد" مع عدد من العراقيين المقيمين في مخيمات أطمة، لكنهم بغالبيتهم أكدوا امتناعهم عن الحديث مع أي من وسائل الإعلام بسبب المخاوف الأمنية على أفراد عائلاتهم في العراق، وخوفا من تسبب ذلك في عدم قدرتهم على العودة إلى بلادهم.
الوضع المعيشي لهؤلاء العراقيين مشابه لما تعيشه العائلات السورية النازحة إلى مخيمات أطمة، حيث الخدمات الصحية والتعليمية متردية، والمساعدات الإنسانية نادرة، يقول العراقي أبو حيان، لـ"العربي الجديد"، إنه يتطلع لمغادرة المنطقة لعدم وجود فرص عمل، فضلا عن الخدمات المتردية، كما أنه لم يعد قادرا على التحمل، مثل رفاقه السوريين في المخيمات.
بدوره، قال العراقي أبو حمزة لـ"العربي الجديد": "وصلنا إلى مخيمات أطمة بعد معاناة طويلة تحملها الأطفال وكبار السن، وحالنا مشابه لحال آلاف العائلات السورية. لكننا مررنا برحلة مأساوية لا توصف بالكلمات، وتعرضنا للتشليح والتهجير والنقل والقصف. عندما وصلت، كان معي طفل رضيع ومبلغ 700 دولار، وأغلب العائلات تعرضت لمحاولات نصب على الحواجز، ومن العصابات".
يضيف أبو حمزة: "الوضع مأساوي بالنسبة للعائلات، والحياة في المخيمات صعبة، ووضعنا مشابه للسوريين، والأطفال يتحدثون اللهجة السورية، وأصدقاؤنا سوريون، وليس هناك تمييز بيننا وبينهم. أغلب العائلات العراقية تتمنى المغادرة إلى أي دولة آمنة، فقد هربنا من الحرب إلى الحرب، وكل ما نحصل عليه هو سلة غذائية شهرية، والأسعار مرتفعة".
وأوضح أن "عدد العائلات نحو 24 عائلة عراقية، من ضمنهم 15 أرملة، والكل يعيش على السلة الغذائية الشهرية، ولا أحد لديه أقارب يرسلون له المال. العائلات العراقية والسورية تستلم المساعدات ذاتها، والسوريون يعتبروننا ضيوفا ويكرموننا".
وتشير إحصائيات محلية إلى وجود نحو 50 عائلة عراقية في منطقة شمال غرب سورية، وقعت ضحية عمليات احتيال خلال محاولات العبور إلى تركيا بحثا عن فرص عمل.