عالم اجتماع: تزايد كراهية المحتجين الشباب للشرطة منذ 2005 في فرنسا

04 يوليو 2023
تفاقم "تسخيف العنف" في أوساط الشباب في فرنسا (فرانس برس)
+ الخط -

يرى عالم الاجتماع أوليفيه غالان أن المحتجين الشباب في فرنسا يعبّرون منذ مقتل الفتى (نائل م.) برصاص شرطي قبل أسبوع عن "كراهية" حيال الشرطة وشعور آخذ بالتنامي بأنّهم منبوذون من المجتمع الفرنسي، على غرار احتجاجات 2005 التي اندلعت بسبب وفاة شابين صعقاً في محطة للكهرباء أثناء اختبائهما من الشرطة. 

وغالان، المتخصص في علم الاجتماع للأجيال والشباب على وجه الخصوص والباحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا، شارك في إعداد دراسة في أولني سو بوا قرب باريس بعد احتجاجات عام 2005، كما شارك في استطلاع لمعهد مونتيني للدراسات الليبرالية استهدف شباباً تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا.

دوافع مشتركة

وتتشارك الاحتجاجات الحالية التي تشهدها فرنسا مع احتجاجات عام 2005 في نقطتين رئيسيتين هما انتشار الكراهية والشعور بالإقصاء الجماعي.

ويرى غالان أن كراهية الشرطة منتشرة جداً بين الشباب في المدن الفرنسية وهو ما يتحوّل إلى حقد عند وقوع حادث مأساوي. موضحاً "هناك اقتصاد موازٍ في العديد من هذه الأحياء، أنشطة منحرفة واتجار يشارك فيه عدد من هؤلاء الشباب. ويتسبّب ذلك بعمليات تفتيش أكثر تواتراً وبتوتر مع الشرطة وبما نسمّيه أيضاً بالتمييز الإحصائي الذي يجعل من كل شاب مشتبهاً فيه بنظر قوات إنفاذ القانون"

تشترك الاحتجاجات الحالية مع احتجاجات 2005 في "وجود شعور بالإقصاء الجماعي كان موجوداً بالأساس في عام 2005

يعزز شعور الكراهية، وفقاً لغالان "سياق الحيّ الذي تكون فيه الأنشطة المنحرفة جزءاً من الحياة اليومية"، مما يعمل على تكوين نوع من "الثقافة المنحرفة المقبولة على أنها عادية وتسمح للناس بالبقاء على قيد الحياة من خلال تحدي القانون".

كما تشترك الاحتجاجات الحالية مع احتجاجات 2005 في "وجود شعور بالإقصاء الجماعي كان موجوداً بالأساس في عام 2005، لكنه تعزّز بلا شك". وهو ما يوضحه عالم الاجتماع بقوله "في الاستطلاع الذي أجريناه في عام 2021 لعيّنة كبيرة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، لاحظنا أن الشباب ذوي الأصول الأجنبية، ولا سيّما الشباب المسلمين، مقتنعون إلى حد كبير بأنهم يواجهون مجتمعًا معاديًا بناءً على أصلهم أو دينهم، مجتمعاً معادياً جناحه المسلّح هو الشرطة. كل هذا لا يعزّز الاندماج الجيد ويخلق نوعاً من الاستياء. منذ عام 2005، تعزز ذلك من خلال زيادة اعتناق الإسلام في صفوف هؤلاء الشباب، ما هو موثّق في عدة استطلاعات. هناك قطيعة كبيرة بين هؤلاء الشباب المنغلقين في مدنهم ضمن أحياء تزداد فقراً وعزلاً، وباقي المجتمع".

 هل غيّرت شبكات التواصل الاجتماعي الوضع؟

وحول دور شبكات التواصل الاجتماعي في تأجيج الاحتجاجات يرى غالان أن "شبكات التواصل الاجتماعي لا تتسبّب بأعمال الشغب لكنّها تساهم في نشرها وانتشارها وجعل عدد متنامٍ من الشباب قادرين على الانضمام إلى هذه الحركات". موضحاً "بالنسبة لصغر سنّ مثيري الشغب فقد كان الوضع كذلك في عام 2005 أيضاً حين شارك العديد من القاصرين في أعمال الشغب. يؤكد ذلك أن هناك فشلاً في التربية. تُتّهم العائلات إلى حد كبير بذلك، لكن تجريمها لا ينفع، إذ غالباً ما تكون العائلات عاجزة أمام مجموعات الشباب المتّحدين جداً".

هل أعمال الشغب في 2023 أعنف من تلك التي شهدتها فرنسا في عام 2005؟

يرصد غالان ما كشفه استطلاع عام 2021، إذ "تفاقم تسخيف العنف"، موضحاً أن نصف الشبّان المستطلَعين اعتبر تعرّض النواب للاحتجاج أمراً مقبولاً ومفهوماً. بالطريقة نفسها، وجد 40% من المستطلَعين مواجهة الشرطة أمراً مقبولاً ومفهوماً. ووجد 16% أنّ التخريب في الفضاء العام مقبول ومفهوم، و14% أن تخريب المؤسسات العامة مقبول ومفهوم.

قضايا وناس
التحديثات الحية

أضاف غالان "هناك درجة عالية من قبول العنف. تمكّنت حركة السترات الصفراء من جعل السكان يتقبّلون بسهولة أكبر هذه التصرفات العنيفة، على اعتبار أن استخدام العنف لإيصال صوتهم مفيد".

 

(فرانس برس)

المساهمون