- نجيبة السليم وعائلتها يعانون من تسرب المياه إلى خيمتهم بسبب الأمطار، مع تكرار الموقف وزيادة الوضع المعيشي سوءًا بسبب الفقر الذي يمنع إيجاد حلول دائمة.
- نظيرة العبود تشير إلى غمر المياه لخيمتها وغياب الخدمات واستجابة لمناشدات تحسين واقع الخيام، مما يعكس الوضع الصعب للنازحين في مخيمات شمال غرب سورية وضرورة توفير حلول جذرية.
قضى أفراد عائلة النازحة السورية هدى المحمد المقيمة في مخيم رام حمدان في ريف إدلب، شمال غربي سورية، ليلة صعبة، بعد أن تسربت المياه إلى خيمتهم، ما أجبرهم على مغادرتها إلى خيمة أقاربهم، التي كادت أيضا أن تغمرها مياه الأمطار قبيل توقفها.
هدى المحمد التي كانت علامات التعب بادية على وجهها قالت لـ"العربي الجديد": "لم تنفع كل المحاولات في إيقاف تسرب المياه إلى الخيمة، فالمطر كان غزيرا للغاية ووسائلنا ضعيفة جدا، لم نذق طعم النوم".
وأضافت هدى: "غمرت المياه كل أغراضنا، ولم يسلم منها إلا القليل الذي نقلناه إلى خيمة قريبتنا، لقد كانت هذه الليلة شبيهة بليالي الشتاء القاسية، الحمد الله أن المطر توقف".
حال عائلة هدى كحال الكثير من العائلات التي تضررت جراء هطول الأمطار الغزيرة خلال اليومين الماضيين، وفق ما أوضحت نجيبة السليم (39 عاماً) النازحة من مدينة كفرنبل والمقيمة في مخيمات باريشا.
قالت لـ"العربي الجديد" إنها لم تنم الليلتين الماضيتين بسبب تسرب مياه الأمطار إلى خيمتها، ما أدى إلى تبلل الأغطية والمفروشات بشكل كامل، واضطرت لإبعاد المياه المتجمعة بمساعدة زوجها وأبنائها، ومع ذلك، استمرت المياه في التسرب كالسيول الجارفة ليس فقط إلى خيمتها بل معظم الخيام المجاورة.
وتابعت بأنها ليست المرة الأولى التي تغرق فيها خيمتها، وإنما تكررت مرات مشابهة عبر سنوات النزوح دون أي تطورات طرأت على أحوالهم التي راحت تسير من سيئ إلى أسوأ.
وأضافت السليم: "الوضع المعيشي لم يعد يحتمل، خاصة أن الفقر يمنعهم من بناء منزل أو استئجاره، وبالكاد يستطيع زوجها الذي يعمل على بسطة ألبسة صغيرة أن يؤمن لهم ثمن الطعام".
أما نظيرة العبود (40 عاماً) المقيمة في مخيم أبي الفداء، غرب مدينة سرمدا، فأوضحت لـ"العربي الجديد" أن المياه غمرت خيمتها بشكل شبه كلي، ولم يعد لديها مأوى تذهب إليه مع زوجها وأطفالها الستة، حيث اضطرت للجوء إلى خيام الجيران ريثما يهدأ المنخفض الجوي ويفكرون كيف يصلحون الخيمة التي تضررت بشكل كبير.
وأشارت إلى أن الخدمات داخل المخيم معدومة ولا تجد مناشداتهم المستمرة العمل على تحسين واقع الخيام واستبدالها، إلى جانب إنشاء قنوات لتصريف مياه الأمطار، آذاناً صاغية.
وقالت العبود: "لم تكن هناك حلول أخرى غير السكن في الخيام، فعلى الأقل يجب تزويد المخيمات بقنوات لتصريف المياه التي تتجمع من تساقط الأمطار، كما ينبغي بناء خيام جديدة على أساسات جيدة تصمد في وجه التساقطات الغزيرة".
ولا تنتهي المعاناة مع تسرب المياه إلى داخل الخيام فقط، إنما تتسبب في تمزقها وفق ما أفادت به بسمة المحمد (38 عاما)، وهي نازحة مقيمة في مخيم المحسنين بمنطقة باتابو، وأكدت لـ"العربي الجديد" أن خيمتها بحاجة إلى تغيير كلي بعد تمزقها وغرقها بسبب مداهمة مياه الأمطار لها، كما أن مقتنياتها كلها تضررت من مؤن وأدوات ومفروشات وباتت بلا مأوى أو أي شيء.
وتشكو المحمد حال أبنائها الذين أصابهم المرض جراء تعرضهم للبرد والبلل، خاصة أنهم يعانون أمراضاً صدرية ونوبات ربو متكررة: "نعيش مأساة حقيقية هنا في هذه المخيمات التي لا ترد برداً أو حراً أو أمطاراً دون أن ينظر أحد إلى حالنا، لا أعلم إلى متى يمكننا التحمل".
وتضرر عدد كبير من المخيمات في منطقة شمال غرب سورية على امتدادها، ومن المخيمات المتضررة مخيمات "الأنفال، المغسلة، السيالة، المحسنين، براعم أبي الفداء، زمزم 2، المدينة المنورة"، إضافة إلى مخيمات في منطقة جنديريس بريف حلب.
عدنان الحمدو الأربعيني النازح من ريف حماة الشمالي، والذي يقيم في مخيم ضمن منطقة أطمة، قال لـ"العربي الجديد": "خلال اليومين الماضيين، كان المطر غزيرا، وأمس، غرقت الخيمة التي نقيم فيها، لم يكن هناك حل سوى المغادرة، ننتظر أن تنخفض المياه حتى يمكن أن نعود إلى الخيمة أو ما نسميه البيت، جدرانه من الطوب، وسقفه شادر من البلاستيك، نعيش هذه المعاناة مع كل فصل شتاء، لكن هذه المرة هي الأصعب من حيث كمية المطر".
وكانت منظمة الدفاع المدني السوري قد أكدت، في تقرير صدر عنها مساء أمس الخميس، أن المنخفض الذي ضرب المنطقة هو الرابع خلال فصل الشتاء الحالي، فيما ترك المنخفض السابق أضرارا في أكثر من 525 خيمة ضمن 43 مخيما.