يحتجز الاحتلال الإسرائيلي الأسرى المصابين بفيروس كورونا في ظروف سيئة، حيث يتم نقل الأسرى المصابين بالفيروس إلى أقسام اعتقال خُصّصت للعزل، دون توفير أدنى المقومات الطبية والصحية التي يحتاجها المرضى.
وخصّصت إدارة سجون الاحتلال القسم 8 في سجن ريمون كقسم خاص بالعزل، لكن ومع الازدياد المضطرد في أعداد المصابين بالفيروس، خاصة منذ بداية العام الحالي، افتتحت إدارة السجون أقساما إضافية لهذا الغرض في سجون أخرى.
يقول المستشار الإعلامي لرئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين حسن عبد ربه، لـ"العربي الجديد"، إنّ ظروف عزل الأسرى المصابين هي الظروف ذاتها التي كانوا يعيشونها في الأقسام العادية في السجون الإسرائيلية، إنّما هي أكثر قسوة في بعض الأحيان، حيث "لا توجد معهم أحياناً كثيرة حاجاتهم ومقتنياتهم الشخصية، والرعاية الصحية لهم تكاد تكون معدومة، باستثناء مسكّن الآلام المعروف بالاسم الإسرائيلي (أكامول)، أو بعض حبات الحمضيات".
يتابع عبد ربه أنّه تم افتتاح قسمين آخرين لعزل المصابين بفيروس كورونا بالسجون، أحدهما في سجن سهرونيم، والآخر في سجن أيلا. وبحسب المعطيات التي أكّدها عبد ربه، فالإصابات بفيروس كورونا تسارعت منذ بداية العام الحالي بالسجون، حيث سُجلت 221 إصابة بين الأسرى خلال 35 يوماً فقط، من أصل 361 مصاباً منذ بداية الجائحة ودخولها إلى السجون في شهر إبريل/ نيسان من العام الماضي.
ووفق المعلومات المتوفّرة من السجون، حسب عبد ربه، فإنّ إدارة السجون لا توفر الاحتياجات الضرورية للمصابين، ويُضطر الأسرى لشراء المواد المتوفرة من الكانتين (مقصف السجن). ويضيف: "لا يتم توفير الفيتامينات أو فحص الأكسجين لمعرفة ما إذا كان قد تناقص أم لا. كل ذلك زاد من القلق على حياة الأسرى، إذ يُنقل فقط للمستشفى أو عيادة سجن الرملة من تتدهور حالتهم الصحية وتتناقص قدرتهم على التنفّس، ويتمّ إجراء الفحوص لهم بعد تدهور الحالة الصحية، ولا فحوصات دورية للمصابين".
أقسام العزل هي أقسام من البيئة الاعتقالية ذاتها. في هذا الإطار، يشير عبد ربه إلى أنّ "عوامل مثل الرطوبة المنتشرة في السجون، وسوء المعاملة، والقيود على الحركة، مثل القيود على الخروج إلى ساحة السجن، والضغط النفسي على الأسير لعدم قدرته على التواصل مع ذويه وطمأنتهم بشأن أوضاعه، كلّها عوامل بيئية واعتقالية متكاملة، فضلاً عن غياب الإشراف الطبي والفحوصات، ما يؤثر على الوضع الصحي والنفسي للمصابين".
ونقل الاحتلال خمسة من المصابين بالفيروس إلى المستشفيات بعد تدهور حالاتهم الصحية، هم بحسب عبد ربه: باسل عجاج، المحكوم بالسجن المؤبد مرتين وأربعين عاماً، وأُجريت له الفحوص الطبية في المستشفى وأُعيد إلى السجن، عبد المعز الجعبة، المعتقل منذ العام 2004، خالد غيظان، الذي نُقل قبل أيام إلى المستشفى الإسرائيلي ثم أعيد مرة أخرى إلى السجن، وبعد تدهور حالته الصحية نُقل إلى عيادة سجن الرملة بسبب نقص الأكسجين في الدم، الأسير أيمن سدر، الذي تدهورت حالته الصحية، والأسير نافذ الحج، الذي نُقل لما يسمى عيادة سجن الرملة.