ظروف صعبة يعاني منها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال

26 يناير 2024
سجون الاحتلال الإسرائيلي مراكز تعذيب مشدّد منذ السابع من أكتوبر (كنزو تريبويار/ فرانس برس)
+ الخط -

تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي إجراءات التنكيل والتضييق بحق الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب جملة السياسات الخطرة التي شرعت بتنفيذها بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي تترافق مع عمليات تعذيب غير مسبوقة، وفقاً لشهادات عشرات من الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، في إحاطة مشتركة اليوم الجمعة، بأنّ الزيارات الذي أجراها المحامون أخيراً في سجنَي مجدو والنقب بيّنت أنّ إدارة سجون الاحتلال تواصل إجراءاتها التي شرعت بها بعد انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأبرزها سياسة التجويع وعمليات العزل المضاعفة، من خلال حرمان آلاف الأسرى من زيارات عائلاتهم وتجريدهم من أيّ وسيلة تمكّنهم من معرفة ما يجري في الخارج، مثل التلفزيون والراديو، بالإضافة إلى حرمانهم من الملابس الكافية أو الأغطية الكافية وسط الطقس البارد.

ووصف أحد الأسرى في سجون الاحتلال أنّهم يرتجفون من البرد، تحديداً في سجن النقب، عدا عن استمرار قطع الكهرباء، وتقليص ساعات وصول المياه إلى أقسام الأسرى. ويأتي كلّ ذلك إلى جانب اكتظاظ الزنازين الشديد، إذ وصل عدد الأسرى في عدد منها إلى 12 أسيراً.

كذلك، أتت شهادات عدّة أدلى فيها أسرى فلسطينيون أبرزت سياسة التنكيل والإذلال بحقّهم من خلال ما يسمّى بـ"الفحص الأمني" أو "العدد". وهؤلاء الأسرى هم في سجنَي مجدو والنقب اللذَين يُعَدّان من أبرز سجون الاحتلال التي شهدت عمليات تنكيل وتعذيب ممنهجة طاولت آلافاً من القابعين فيهما، وقد أفادوا بأنّ قوات مدجّجة بالسلاح ترافق السجّانين خلال إجراء "العدد".

وقال أحد الأسرى في شهادته إنّ السجّانين يعمدون إلى إذلال الأسرى خلال عملية العدد التي تُنفّذ ثلاث مرّات في اليوم. وفي حين أنّ "العدد" كان يجري في السابق وقوفاً، فإنّ "العدد" الصباحي يستوجب من الأسرى اليوم الركوع على ركبهم ووضع أيديهم خلف رؤوسهم ووجوههم صوب الحائط قبل دخول السجّانين. أمّا في "العدد" المسائي، فيتوجّب على الأسرى أن تكون وجوههم صوب السجّان، علماً أنّ وتيرة الضرب خلال هذا "العدد" كانت مرتفعة جداً في البداية".

وفي ما يتعلق بالخروج إلى "الفورة" أو ساحة السجن، بحسب ما أفاد به أسرى فلسطينيون، فإنّ ثمّة سجونا تُخرج كلّ مجموعة على حدة لفترة محدودة، في حين أنّ أخرى لم تسمح للأسرى فيها بالخروج، حتى اليوم.

كذلك، لا يُسمح للأسرى بالحلاقة ولا باستخدام مقصات الأظافر، فيما يُضطر الأسير إلى غسل ملابسه وارتدائها وهي مبللة أحياناً وسط الطقس البارد جداً، إذ لا يُسمح له بالاحتفاظ بكمية كافية من الملابس.

من جهة أخرى، تعرّضت مجموعة من الأسرى للاعتداء أثناء نقلهم للزيارة من قبل وحدات القمع "كيتر"، فيما سُجّلت حالة اعتداء قبل الزيارة، بحسب ما جاء في شهادة أحد الأسرى الذي التقاه محاميه في سجن النقب. وقد أشار المحامي إلى أنّ هذه الزيارة كانت من أصعب الزيارات، وروى أنّ السجّانين أخرجوا مجموعة من الأسرى للزيارة، وعند وصولهم إلى العربة التي تقلّهم من الأقسام إلى غرفة زيارة المحامين، تستلمهم وحدة "كيتر" التي يضع عناصرها أقنعة على وجوههم.

أضاف المحامي نفسه أنّ هؤلاء العناصر قيّدوا الأسرى إلى الخلف، وفتّشوهم، وقد ترافق ذلك مع شتائم بحقّهم، ثمّ راحوا يضربونهم حتى وصلوا إلى الحافلة التي تنقلهم". وقد رفض أحد الأسرى إكمال الزيارة، بعد الاعتداء الذي تعرّض له، وطلب إعادته إلى القسم.

وجدّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني مطالبتهما المؤسسات الحقوقية الدولية بمستوياتها المختلفة بـ"الاضطلاع بدورها الحقيقي واللازم في ظلّ تصاعد الجرائم بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الاكتفاء في توصيف الجرائم الحاصلة وتعداد الضحايا وأخذ الشهادات". وشدّدا على أنّ "المطلوب اليوم، في ظلّ الفشل الحاصل في وقف جرائم الاحتلال والعدوان الشامل والإبادة الجماعية في غزة، ممارسة ضغط ليس فقط على الاحتلال الإسرائيلي، بل على كلّ القوى الداعمة للاحتلال".

المساهمون