طلاب مغاربة يستغيثون لإخراجهم من مدينة سومي الأوكرانية

01 مارس 2022
تمكن 3230 طالبا مغربياً من مغادرة الأراضي الأوكرانية (Getty)
+ الخط -

وجّه طلاب مغاربة لا يزالوا عالقين بمدينة سومي، شمالي أوكرانيا، نداء استغاثة إلى سلطات بلادهم من أجل إنقاذهم، في وقت بلغ فيه عدد المواطنين المغاربة، الذين  تمكنوا من مغادرة الأراضي الأوكرانية عبر المعابر الحدودية المخصصة من بولونيا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا، إلى حدود صباح اليوم الثلاثاء، 3230 مواطنا، بحسب الخارجية المغربية.

وكشف نحو 30 طالباً مغربياً، عبر مقاطع الفيديو، أنهم يعيشون أوضاعاً صعبة ومزرية في سومي الأوكرانية جراء نقص الأمن والغذاء والتوتر الذي يسود المدينة، لافتين إلى أنهم لا يستطيعون الخروج من منازلهم خوفا من القصف الجوي.

وناشد الطلبة المغاربة، الذين ما زالوا محاصرين بمدينة سومي، التي تبعد عن الحدود الروسية بحوالي 40 كلم، السلطات المغربية من أجل تأمين معبر لهم لمغادرة أوكرانيا، مشيرين إلى أنهم لم يتمكنوا من إيجاد أي وسيلة للخروج منها جراء توقف القطارات منذ اليوم الأول للغزو الروسي لأوكرانيا.

ويأتي ذلك في وقت تمكن فيه 3230 طالبا مغربيا، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا الخميس وإلى حدود صباح اليوم، من مغادرة الأراضي الأوكرانية، بعد أن وجدوا أنفسهم، طيلة ستة أيام، محاصرين بين نيران الحرب والبحث عن سبل النجاة.

وتسبّبت الحرب الدائرة في أوكرانيا، منذ فجر الخميس الماضي، في معاناة قاسية لمئات الطلاب المغاربة، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الموت في أي لحظة، والمجهول أثناء بحثهم عن سبل للنجاة بحياتهم.

وبحسب الجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفييتية سابقا، فإنّ الطلبة المغاربة العالقين بأوكرانيا يواجهون مشاكل عدة، من أبرزها انعدام التواصل بينهم وبين ممثلي السفارات المغربية بالدول الحدودية لأوكرانيا، إضافة لقلة الرحلات التي خصصتها السلطات المغربية لإجلاء العالقين.

ووفق المعطيات التي كشفت عنها الجمعية، خلال ندوة صحافية عقدتها مساء الثلاثاء بالرباط، فإنّ عدد الطلبة المغاربة بأوكرانيا يصل لحوالي 14 ألف شخص، مشيرة إلى أن هذه الأرقام تبقى تقديرية في ظل غياب معطيات رسمية من وزارتي الخارجية والتعليم العالي.

ولفتت الجمعية إلى أن الطلبة يتعرضون عند الحدود لـ"التمييز العنصري" من قبل الجنود، و"بعض الطلبة طردوا من منازلهم وتوجهوا للملاجئ وواجهوا البرد والخوف". كما أن "عددا من الجنود الأوكرانيين كانوا يطالبون الطلبة من مختلف الجنسيات، بمن فيهم المغاربة، بالانضمام إلى الجيش الأوكراني للدفاع".

وبينما يضاعف المغرب جهوده الدبلوماسية من أجل تسهيل خروج الآلاف من طلابه من أوكرانيا نحو دول الجوار، باتخاذ إجراءات متوالية، طالب رئيس مرصد التواصل والهجرة بأمستردام بهولندا، جمال الدين ريان، الدولة المغربية بإنهاء معاناة الطلبة الذين وصلوا إلى العاصمة الرومانية مع السكن بتوفير الفنادق لمن يريد منهم العودة إلى المغرب، وتسهيل عبور من يرفض العودة منهم إلى بلدان أوروبية أخرى للاستقرار عند ذويهم، مشيرا، في حديث لـ"العربي الجديد "، إلى أن بعض سفارات المغرب في دول الجوار وفرت السكن للطلبة في الفنادق، في حين لم تقدم أخرى على الخطوة نفسها.

من جهة أخرى، طالب ريان الخارجية المغربية بإيلاء مسألة الطلبة المفقودين المزيد من الاهتمام، والهلال الأحمر المغربي بالالتحاق بالمعابر الفاصلة بين أوكرانيا وجيرانها لمواكبة الطلبة المغاربة وتقديم الخدمات الصحية لهم، كاشفا عن أن مصير طالب مغربي صدمته سيارة عسكرية أوكرانيا مازال غامضا إلى حد الساعة.

وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت، أمس الإثنين، أنه من أجل تقديم المساعدة للمواطنين المغاربة على الأراضي الأوكرانية، تم نشر أعضاء سفارة المملكة المغربية في كييف في مدينة لفيف، بالقرب من المواطنين الراغبين في مغادرة أوكرانيا إلى البلدان المجاورة.

وفي وقت ينتظر فيه أن تشرع السلطات المغربية في إجلاء الطلبة المغاربة يوم غد الأربعاء عبر رحلات جوية من رومانيا وهنغاريا وبولندا، أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية، الثلاثاء، عن برمجة 3 رحلات جوية إضافية خاصة حصريا لفائدة المغاربة المقيمين بأوكرانيا بالسعر الثابت 750 درهما ( نحو 75 دولارا تقريبا) شاملا لكل الرسوم.

وأوضح بيان للخطوط الملكية المغربية أن هذه الرحلات ستنطلق يوم 3 و4 مارس/ آذار الجاري، من براتيسلافا، بوخارست وبودابست في اتجاه الدار البيضاء.

وكانت الخطوط المغربية قد أعلنت، الأحد الماضي، تخصيص رحلات جوية خاصة لصالح الجالية المغربية المقيمة في أوكرانيا، والتي تتألف بشكل أساسي من الطلاب، بالتشاور مع السلطات المغربية.

وسيتم تشغيل ثلاث رحلات أولى ابتداء من يوم غد الأربعاء انطلاقا من بوخارست (رومانيا)، بودابست (المجر) وارسو (بولندا) في اتجاه مطار الدار البيضاء.

المساهمون