طلاب جامعة الفرات في الحسكة السورية محرومون من الامتحانات

07 فبراير 2022
فرع جامعة الفرات في الحسكة مغلق لأسباب أمنية (فيسبوك)
+ الخط -

منعت قوات سورية الديمقراطية "قسد" الطلاب والكادر الإداري والتدريسي من دخول مبنى فرع جامعة الفرات الواقعة في مدينة الحسكة، ضمن إجراءات أمنية في أعقاب تعرض المنطقة لهجمات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وخصوصا على سجن "غويران".

وقالت الطالبة بجامعة الفرات في الحسكة عائشة أحمد، لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد أن حل الضعف الأمني هو إغلاق الجامعة، وحرمان آلاف الشباب والشابات من الامتحانات. لا أحد يهتم بالشباب ومستقبلهم، ونحن ندفع ضريبة الصراع بين قسد والنظام".
وأضافت: "أحلم بالحصول على شهادة جامعية معترف بها، لكن أسرتي غير ميسورة، وكل سنة إضافية في الجامعة تكون على حساب كثير من الاحتياجات التي تستغني عنها أسرتي، وإن تم نقل الجامعة إلى دير الزور، فستكون عائلتي عاجزة تماما عن تحمل تكاليف الدراسة، إذ سأكون بحاجة إلى مسكن ومصروف إضافي".

وقال طالب في الجامعة ذاتها، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: "لا أعلم لماذا تم منعنا من الامتحانات، ولكن ما أعلمه أن تعبي وسهري ذهبا سدى، وفي حال استمر توقيف الامتحانات، فقد أخسر عاماً دراسياً كاملاً بعدما كنت أحلم بأن يكون هذا العام هو عام تخرجي، أملا في أن أجد فرصة للسفر، وفي حال نقل الطلاب إلى مقر الجامعة الرئيسي في دير الزور، فسأكون قد خسرت مستقبلي فعليا، إذ لن أتمكن من متابعة دراستي هناك لأسباب كثيرة، أولها الأسباب الأمنية، فمقر الجامعة الرئيسي خاضع لسيطرة النظام، وللوصول إليه، علينا عبور مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، حيث تنتشر الحواجز الأمنية".
 بدوره، قال عميد كلية الآداب السابق في جامعة الفرات فريد سعدون، لـ"العربي الجديد"، إن "مشكلة فرع الجامعة في الحسكة أنه غالبا ما كان هدفا للعمليات العسكرية، حيث تقع العديد من الكليات، ومنها كليات الاقتصاد والآداب والهندسة المدنية، ورئاسة الجامعة، والسكن الجامعي في القسم الجنوبي من المدينة القريب من حي غويران، ما يعني أنها في منطقة المواجهات، كما أن مقر الجامعة يمكن أن يكون مكانا للتحصن لضخامة الأبنية، وكان تنظيم (داعش)  يعتمد على الأقبية لإدارة عملياته عندما سيطر على الأبنية في عام 2015".

وأضاف سعدون: "عندما استولى التنظيم على فرع الجامعة، تم نقل الطلاب إلى الكليات الموجودة في وسط المدينة وشمالها، وهذا الأمر مطروح كحل وقتي خلال فترة الامتحانات، لكن تبقى إشكالية وجود خلايا نائمة، ما يثير مخاوف من أن تكون هناك عمليات تفجير، أو احتجاز أسرى".
وأكد أن "المشكلة الأكبر أن التعليم ليس أولوية لدى النظام أو لدى (قسد)، والأولويات لديهما أمنية أو اقتصادية، فهناك مئات المدارس المغلقة مثل الجامعة، وربما تفضل الإدارة الذاتية أن يدرس الطلاب في جامعة (روج أفا) التابعة لها، بينما النظام يرى في الجامعة عبء أمني واقتصادي. لكن لا أعتقد أنه سيتم نقل طلاب الجامعة إلى دير الزور، فهي أيضا ليست منطقة آمنة أو مستقرة، ما يعني أن النقل لن ينهي المشكلة، وأعتقد أن العملية التعليمية في الجامعة ستكون متقطعة ومتأثرة بالتوترات الأمنية، وهذا ليس بجديد".

ونشرت الهيئة الإدارية في كلية الهندسة الزراعية، عبر موقع "فيسبوك"، أنه لن تستأنف الامتحانات في الكلية إلى حين صدور قرار من رئاسة الجامعة، وأن الدوام في الكلية معلق حتى إشعار آخر.

 

وتعرضت مباني رئاسة الجامعة وكليتي الهندسة والاقتصاد ومعهد المراقبين الفنيين للتدمير جزئيا بعد العمليات العسكرية الأخيرة في مدينة الحسكة، بعد هجوم تنظيم داعش على سجن الصناعة في حي غويران.

وقال مدير فرع جامعة الفرات في الحسكة جمال العبد الله، لوكالة الأنباء السورية "سانا" التابعة للنظام، إن قوات "قسد" منعت الطلبة والهيئة التدريسية والإدارية من الدخول إلى مقر الكلية لإجراء الامتحانات المقررة للفصل الدراسي الأول، مشيراً إلى سعي فرع الجامعة لإيجاد حل لمشكلة منع طلبة كلية الزراعة، البالغ عددهم نحو 2500 طالب وطالبة.

ويدرس نحو 30 ألف طالب وطالبة من أبناء الحسكة ومناطق سورية قريبة في فرع جامعة الفرات في الحسكة، ويتوزع هؤلاء الطلاب على 8 كليات و12 معهداً.

المساهمون