تحدّت فتيات صوماليات الأعراف الاجتماعية، واقتحمن السوق للعمل نادلات بأحد المطاعم وسط العاصمة مقديشو، في مشهد غير مألوف بالنسبة للمرأة الصومالية المكبّلة بالتقاليد.
اقتحام الفتيات لمهنة هي حكر على الرجال، جاء بدلاً من بقائهن في المنزل، وفقاً لما قالته حفصة محمد حسن، لـ "العربي الجديد"، مشيرة إلى أنها تخرّجت من إحدى الجامعات في مقديشو.
وتضيف حفصة: "تقدمت لطلب العمل في هذا المطعم ووظفوني دون محسوبية ولا وساطة، وهذه تعد فرصة كبيرة لي بدل أن أمكث في المنزل دون عمل، ومحاولة جيدة لمساعدة أسرتي مالياً في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة".
وتتابع حفصة: "أتقاضى راتباً جيداً نوعاً ما، أدبر به حياة أسرتي، ولم أواجه عقبات كثيرة لكن البعض يستغرب أن تقدم لهم طلباتهم، نادلات محجبات، لكنهم مع الوقت بدأوا بالتأقلم مع الموضوع".
وتتفق عائشة محمد أحمد مع حفصة، في موضوع العقبات التي واجهتها ونظرة المجتمع إليها بعد عملها نادلة، لافتة إلى أنها استطاعت أن تجتاز تلك المرحلة وبات بعض الزبائن يفضلون التعامل مع النادلات، مقابل بعض آخر مازال يرمقهن بنظرة استغراب.
مدير المطعم محمد فارح، يقول إنّ "الدافع لإنشاء مطعم تعمل فيه النساء فقط، هو فتح سوق العمل أمام المرأة الصومالية، بالإضافة إلى التأكيد على أنّ المرأة يمكن أن تلعب دوراً مهماً مثل الرجل، بل يمكن القول إنهن أفضل من الرجال في بعض الأعمال، وهذا سبب لإعطائهن فرصة".
ويكمل فارح: "رغم انتشار البطالة في الصومال، إلا أنّ النساء يواجهن مصاعب أكبر للحصول على فرصة عمل، وأتمنى أن يحذو حذونا كثيرون، لا سيما أنّ الزبائن ارتاحوا لهذه الفكرة وهم يرحبّون بالفتيات هنا".
أما عبد الله عبد صلاد، وهو أحد الزبائن بالمطعم، فيشير إلى أنّ "السيدات يقدمن خدمات راقية مع استجابة سريعة، وهن أكثر اهتماماً بالنظافة من الرجال. أرى هذه فرصة أتيحت لفتيات صوماليات وهي مبادرة تستحق الإشادة والتشجيع".