استمع إلى الملخص
- تساءل الطيب عن دور الهيئات العالمية في حفظ السلام، منتقدًا ضعفها في وقف العنف ضد الفلسطينيين، بينما أكد تواضروس على أهمية الإخلاص في صناعة السلام ومواجهة الإلحاد والصراعات.
- تفاقمت المجاعة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، حيث ارتكبت أربع مجازر خلال 24 ساعة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء والإصابات بشكل كبير.
أجرى شيخ الأزهر الشريف الإمام أحمد الطيب، اليوم السبت، زيارة إلى بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثاني، رفقة وفد رفيع المستوى للتهنئة بأعياد الميلاد، ضم وزير الأوقاف أسامة الأزهري، ومفتي الديار المصرية نظير عياد، ووكيل الأزهر محمد الضويني، ورئيس جامعة الأزهر سلامة داوود.
وقال الطيب إن "كلمة الأديان لم ترد في القرآن الكريم، لأنه دين واحد متعدد الرسالات يبعث بها الأنبياء"، مشدداً على أهمية تسخير المناسبات الدينية في المطالبة بـ"وقف المأساة والعدوان الذي يتعرض له إخواننا الأبرياء في قطاع غزة، منذ ما يزيد على خمسة عشر شهراً"، حسب بيان للأزهر، مضيفاً أنه "لا يمكن أن نفرح وإخواننا لا يطعمون الطعام والشراب، وإنما يطعمون الموت، ويتذوقون مرارة الفقد، ويعانون إبادة جماعية، وتطهيراً عرقياً، في ظل صمت وخزي لم يسبق لهما مثيل"، مستطرداً بأن "منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع المطر الشديد، والظروف المناخية الصعبة، هو سلوك معادي للإنسانية".
وتساءل الطيب مستنكراً: "لماذا القسوة المدعومة بهيئات عالمية صورت نفسها بأنها وجدت لحفظ السلام، وحقن دماء الأبرياء، ولكن الواقع كشف عن ضعفها، وعدم قدرتها على اتخاذ موقف جاد لوقف شلالات دماء الأبرياء من الأطفال والنساء الفلسطينيين، الذين لم يقترفوا ذنباً إلا أنهم حاولوا التشبث بأرضهم، والبقاء فيها".
من جهته، قال تواضروس الثاني إن الزيارة "تعكس الروح الأخوية التي تجمع المصريين مسيحيين ومسلمين"، متمنياً أن "تأتي الأعوام القادمة على العالم أجمع بالخير والسلام والاستقرار". مضيفاً أنه "لا يمكن صناعة السلام والقلوب مملوءة بالخطايا والشر، وغياب الإخلاص والأمانة"، متابعاً أن "عملية صناعة السلام هي صناعة ثقيلة، ونحن مأمورون بها من التعاليم الدينية". كما شدد على ضرورة "مجابهة الاتجاه السائد لإنكار الخالق، وارتفاع نبرات الإلحاد والقتل والصراعات، وما نعانيه من شر ينزع إنسانية الإنسان، ويؤدي إلى زيادة حدة الصراعات والعنف في العالم".
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، لا سيما في محافظة الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار المواطنين على النزوح جنوباً. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أربع مجازر في القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وصل منها إلى المستشفيات 59 شهيداً و273 إصابة، معلنة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45717 شهيداً و108856 إصابة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.