شلل الأطفال في غزة حالة طوارئ.. وبلينكن يعد بخطة "في الأسابيع المقبلة"

20 اغسطس 2024
نازحون على تماس بمياه صرف صحي في جنوب قطاع غزة، 19 أغسطس 2024 (إياد البابا/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد رصد الإصابة الأولى المثبتة بمرض شلل الأطفال في قطاع غزة، صرّح وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن بأنّ إدارته تعمل مع إسرائيل على إعداد خطة للتحصين ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة "في الأسابيع المقبلة". لكنّ الأمر لا يحتمل الانتظار أياماً فكيف بأسابيع، في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة بأنّ جرعات اللقاح جاهزة، وهي في حاجة فقط إلى وقف لإطلاق النار من أجل إيصالها إلى مستحقّيها وتفادي "كارثة حقيقية".

وأوضح بلينكن، في إفادة صحافية بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب مساء الاثنين، بأنّ الأخير وافق على دعم جهود التحصين ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، بعدما سُجّلت الإصابة الأولى بالمرض منذ 25 عاماً. وأشار بلينكن إلى أنّه يشعر بالقلق إزاء ظهور شلل الأطفال في غزة، مضيفاً "نعمل مع الحكومة الإسرائيلية (...) وأظنّ أنّنا سوف نتمكّن من المضيّ قدماً في خطة بهذا الشأن (التحصين ضدّ شلل الأطفال) في الأسابيع المقبلة". وتابع الوزير الأميركي أنّ "الأمر عاجل. إنّه حيوي".

من جهته، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنّ الحالة الأولى التي سبق أن أُعلنت إصابتها بشلل الأطفال في قطاع غزة قد "أُثبتت". أتى ذلك في إطار التحديث الخاص بالوضع الإنساني في غزة الذي يعدّه دورياً المكتب الأممي، والذي نشره مساء الاثنين. وأوضح أنّ العدوى الأولى المثبتة بفيروس شلل الأطفال سُجّلت لدى طفل رضيع يبلغ من العمر عشرة أشهر، كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت إصابته قبل ثلاثة أيام.

وكانت الأمم المتحدة، بمختلف وكالاتها قد دعت، في الأيام الأخيرة، إلى وقف لإطلاق النار أو هدنة إنسانية من أجل تحصين الفئات المستحقّة ذلك، تداركاً من حصول الأسوأ. وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في أكثر من مرّة، من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة وسط انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده مئات آلاف الأطفال، لافتاً إلى أنّ منظمته الأممية تستعدّ لإطلاق حملة تحصين حيوية ضدّ هذا المرض في القطاع المحاصر، تشمل أكثر من 640 ألف طفل دون العاشرة من عمرهم.

من جهته، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنّ 1.2 مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال خُصّصت للفلسطينيين الصغار في قطاع غزة، مقرّاً بأنّ تحديات هائلة تواجه توزيعها. وأوضح أنّ منظمته، إلى جانب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وشركاءها، تستعدّ جميعها بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، لتنظيم جولتَين من حملات التحصين ضدّ شلل الأطفال.

في الإطار نفسه، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حنان بلخي، في أوائل شهر أغسطس/ آب الجاري، "نحتاج إلى وقف لإطلاق النار، وإن كان وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار من أجل تنفيذ هذه الحملات (التحصين ضد شلل الأطفال في غزة) بنجاح". وحذّرت من أنّ "في حال لم يحدث ذلك، فإنّنا نخاطر بتفشٍّ متزايد لفيروس شلل الأطفال، بما في ذلك عبر الحدود". كذلك حذّرت بلخي من "خطر تطوير مقاومة مضادة للميكروبات في قطاع غزة، واحتمال انتشار سلالات جديدة من الفيروس في مناطق أخرى".

تجدر الإشارة إلى أنّ الفيروس المسبّب لمرض شلل الأطفال رُصد في عيّنات من مياه الصرف الصحي في خانيونس جنوبي قطاع غزة وفي دير البلح وسطه، وقد أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ذلك، للمرّة الأولى، في 18 يوليو/ تموز المنصرم، لتتبعها في اليوم نفسه وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ثمّ منظمة الصحة العالمية في اليوم التالي. وفي 29 يوليو المنصرم، أعلنت وزارة الصحة قطاع غزة "منطقة وباء لشلل الأطفال".

ويُعَدّ أطفال غزة دون الخامسة من عمرهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض الفيروسي، ولا سيّما الرُضّع دون العامَين، إذ إنّ حملات التحصين الروتينية الأساسية تعطّلت قبل عشرة أشهر، بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر. وبحسب مسؤولين في منظمة الصحة العالمية، فإنّ العدوان المتواصل والحصار المشدّد أوجدا قيوداً على الحركة حالت دون إيصال اللقاحات اللازمة لتحصين نصف مليون طفل ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، على الرغم من توفّرها.

المساهمون