تسببت الحرائق في ريف اللاذقية غربي سورية، في القضاء على مساحات كبيرة من الغابات والمحميات الحراجية، في ظل شكوك عن وجود شبهة جنائية وراء هذه الحرائق التي تندلع كل عام، وقال محافظ اللاذقية خالد أباظة إن هناك "شبهة جنائية" حول الحرائق التي شهدتها المحافظة، الجمعة، مشيراً في تصريحات لوسائل إعلام موالية إلى أنّ البحث جارٍ عن سيارتين يعتقد أنهما للفاعلين.
وشهد ريف اللاذقية حرائق متنقلة اندلعت بتوقيت واحد، في مناطق: المزيرعة، ورويسة الحجل، وقرية بيت جبرو، والستانية وياسنس وكيمين ورويسة هليل ومزرعة القاموع، وبخضرمو. ووصلت الحرائق إلى منطقة الحفة في ريف اللاذقية الشمالي، وإلى منطقة تلكخ التابعة إدارياً لمحافظة حمص، التي شهد ريفها الغربي، وبخاصة منطقة وادي النصارى، الأسبوع الفائت، حرائق مماثلة.
من جانبها، أكدت محافظة اللاذقية أنها سيطرت، الجمعة، على الحريق الممتد من المشرفة باتجاه الشيخ حسن، وفي الحمي والبيطار ومحيط فندق القرداحة، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تتعامل مع الحريق من جبل البدروسية باتجاه السمرا، وسط صعوبة في التعامل مع النيران نتيجة التضاريس القاسية على مسافة تصل إلى 4 كيلومترات، وصعوبة تدخل المروحيات.
وأعلنت المحافظة سيطرتها على الحريق بين بكاس وشير القاق في ريف الحفة بنسبة 70%، مع تدخل الطيران المروحي وقطع خطوط نار أمام الحريق في الوادي بالآليات الثقيلة، مشيرة إلى أن الآليات وفرق الإطفاء تتعامل مع الحريق في جبل العرين ومرج معيربان بالقرداحة، وسط اشتداد سرعة الرياح.
وأصيب عدد من المدنيين، وأعضاء فرق الدفاع المدني المشاركة في محاولات إطفاء الحرائق، ونقلوا إلى مراكز صحية قريبة. وتدخل الغابات الحراجية في سورية ضمن "أملاك الدولة" وهي تتعرض منذ عقود للحرائق المفتعلة والتحطيب الجائر الذي أدى إلى تقلص مساحاتها إلى حد كبير. وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة في حكومة النظام، يوجد في سورية 527,653 هكتاراً من الغابات على امتداد البلاد، تعاني بشكل دائم من الاعتداءات التي تصل إلى حد افتعال الحرائق من قبل متنفذين.
أصدر النظام السوري عدة قوانين الهدف منها حماية الغابات الحراجية، آخرها في عام 2018
ونقلت وسائل إعلام النظام في سبتمبر/أيلول الماضي، عن مدير دائرة الحراج في وزارة الزراعة في حكومة النظام علي ثابت، قوله "إن عدد الحرائق المسجلة في سورية، التي أخمدت منذ بداية موسم الحرائق في مايو/أيار ولحد الآن، بلغ 217 حريقًا حراجيًا، وحوالي 1,607 حرائق زراعية. وتسببت هذه الحرائق بتضرر 3,055 هكتارًا زراعياً و193 هكتاراً حراجياً".
وأصدر النظام السوري عدة قوانين، الهدف منها حماية الغابات الحراجية، آخرها في عام 2018، والذي نص على منع "تمليك أو تأجير أراضي حراج الدولة مهما كانت الأسباب، سواء أكانت مسجلة باسم الدولة أم غير مسجلة". ونصّ أيضاً على منع "تمليك أو تأجير أراضي حراج الدولة المحروقة أو التي تتعرض للحريق أياً كانت أسباب الحريق وسواء أكانت هذه الأراضي مسجلة باسم الدولة أم غير مسجلة ويعاد تحريجها فوراً".
وتضمن القانون عدة مواد حددت عقوبات مشددة على كل من يتسبب بنشوب حريق في الحراج أو الأراضي الحراجية أو المحميات الحراجية، أو قلع أو قطع أو إتلاف أو تشويه الأشجار والشجيرات في حراج الدولة أو الإتيان بأي عمل يؤدي إلى إتلافها. ولكن هذه القوانين لم تحُل دون اندلاع حرائق في كل خريف.