يتخوّف المواطنون في مناطق سيطرة النظام السوري من زيادة عدد ساعات تقنين الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة، في الوقت الذي زادت فيه مدة التقنين بشكل غير معلن في بعض المناطق.
في مدينة جرمانا بريف دمشق، حيث يقيم المواطن الأربعيني يونس عمار، بلغ عدد ساعات القطع ثلاث ساعات ونصف مقابل ساعتين ونصف، كما أخبر "العربي الجديد"، وقال: "الكلام المتداول في الشارع حاليا أن الأمور تتجه نحو الأسوأ بعدد ساعات قطع الكهرباء، والذي يزيد من صعوبة العيش في الوقت الحالي هو ارتفاع درجات الحرارة في الفترة القادمة".
وأضاف "في الفترة السابقة كانت درجات الحرارة مقبولة، ويمكن لنا تحمل البقاء في المنزل بدون مراوح أو وسائل لتخفيف الحرارة، لكن خطة حكومة النظام القادمة تقول لنا (وداعا للكهرباء)، ولاحظنا أنه في محافظات مثل حمص أصبح الحرمان من الكهرباء أمرا واقعا"، مضيفا أن التقنين في مدينة جرمانا لا يقارن بباقي المناطق مطلقا، إذ تعتبر من بين المناطق التي تنعم بالكهرباء.
ومعضلة الكهرباء ليست ناجمة عن أزمة المحروقات في سورية، كما يبرر النظام ذلك، فهناك أعطال في شبكات الكهرباء يتبعها تقصير في إجراءات الصيانة. ووفقا لتصريحات صدرت قبل أيام عن وزير الكهرباء في حكومة النظام السوري غسان الزامل حول زيادة ساعات التقنين، أوضح أن الكهرباء لا تخزن، وزيادة عدد ساعات التقنين مرتبطة بشكل مباشر بكمية التوليد.
وأردف الزامل أنه، أخيرا، حدث خروج لعدد من محطات التوليد عن الخدمة بسبب عدة عوامل، منها قدم المحطات وتهالكها، وعمليات الصيانة، وعدم توفر حوامل محطات الطاقة بسبب الحصار، حسب زعمه.
ويقول الستيني إبراهيم أبو عمار، وهو موظف متقاعد، لـ"العربي الجديد": "أتوقع الأسوأ في الفترة القادمة خاصة في ريف حمص. في السابق وقبل عام 2011 كنا نعاني من أزمة تقنين في فصل الصيف، وكان المبرر دائما هو ارتفاع درجات الحرارة وعدم قدرة المحولات على التحمل. لم يكن هناك اهتمام مطلقا، فالحي الذي أقيم فيه يعتمد أكثر من 200 منزل فيه على محولة واحدة للكهرباء، في كل مرة يزداد الضغط عليها تنفجر القواطع فيها".
ويتابع الستيني "الآن وبعد مرور عشر سنوات والخراب الذي لحق بشبكة الكهرباء المتهالكة أصلا، أتوقع كل شيء، والمبررات ذاتها نسمعها منذ عقود، ليس هناك أي نية لتحسين حال المواطن في هذا البلد، وأسطوانة المبررات تتكرر بشكل روتيني من قبل الجميع. يدفعوننا للبحث عن حلول بأنفسنا، وهذا ما يحدث، سنتخلى عن تشغيل الثلاجات قريبا كون الأعطال بسبب انقطاع الكهرباء أصبحت لا تحتمل، وننتظر أسطوانة مبررات جديدة لغياب الكهرباء".
وتعاني معظم مناطق محافظة حمص من أزمة في الكهرباء حاليا، خاصة الريف الشمالي، إضافة لمناطق جنوب حمص، كون ساعات التقنين أعلى بكثير من باقي المناطق، وفق تأكيد مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، ففي بعض الأحيان يستمر قطع الكهرباء لمدة تتجاوز 7 ساعات، مع وصل لمدة تبلغ في أفضل الأحوال ساعة واحدة.
أيضا تعيش محافظة طرطوس أزمة كهرباء غير مسبوقة مع تضرر في محطة بانياس التي تتطلب صيانة عاجلة، الأمر الذي يتسبب أيضا بزيادة عدد ساعات التقنين في المحافظة. وبلغ عدد ساعات قطع الكهرباء حاليا في معظم مناطق طرطوس 5 ساعات مقابل ساعة تشغيل واحدة.