استمع إلى الملخص
- **تأثير السيول على البنية التحتية والمجتمعات المحلية**: تسببت السيول في قطع طرق رئيسية وانهيار منازل، مما أدى إلى تشرد السكان في مناطق مثل الفاشر وولاية البحر الأحمر.
- **استجابة الحكومة والمنظمات الإنسانية**: تفقد رئيس مجلس السيادة المناطق المتأثرة، وتواصل المنظمات الإنسانية تقديم المساعدات، مع تأثر 10 ولايات وفتح مراكز عزل جديدة لمواجهة الكوليرا.
أعلنت السلطات السودانية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد الوفيات جراء السيول في البلاد من 132 إلى 138، فيما ارتفعت الوفيات بالكوليرا من 28 إلى 48. وقالت وزارة الصحة، في بيان: "تسجيل 138 حالة وفاة، بسبب الأمطار والسيول في 10 ولايات".
واجتاحت أمطار غزيرة وسيول مدناً وقرى بالولاية الشمالية، ما أدى إلى انهيار مئات الأبنية وإغراق أراض زراعية وقطع طرقات. وتأتي الأمطار والسيول بالولاية في وقت تعرّضت فيه مناطق ومدن ولاية البحر الأحمر (شرق) لأمطار وسيول جارفة، أدت إلى انهيار سد أربعات، ومصرع عشرات الأشخاص وفقدان آخرين خلال اليومين الماضيين.
وعلى مدى أكثر من شهر، يواجه السودانيون أمطاراً غزيرة لتزداد معاناتهم وسط حرب مستمرة منذ أكثر من 16 شهراً. ويقول المواطن ياسر بلول، من منطقة تنقاسي في الولاية الشمالية عبر الهاتف، لـ"العربي الجديد"، إن معدلات أمطار اليوم الثلاثاء أكبر من تلك التي ضربت المنطقة قبل أسبوعين، وقد استمرت لست ساعات. في الوقت نفسه، أثرت السيول بالعديد من القرى المجاورة. ويوضح أنه مع بداية تساقط الأمطار، خرجت بعض الأسر من منازلها تحسباً لسقوطها كما حدث في المرات السابقة، الأمر الذي أدى إلى خسائر في الأرواح.
ويوضح بلول أن البريقعاب وفتنة كانتا الأكثر تأثراً بالأمطار اليوم، ويجري حالياً حصر حجم الأضرار، مشيراً إلى أن التيار الكهربائي انقطع عن تنقاسي منذ أسبوعين، وقد تهدمت نصف منازلها. يضيف أن الأسواق لا تعمل بطاقاتها الكاملة، ويواجه المتضررون مزيداً من التحديات لا سيما مع المؤشرات والتوقعات بهطول أمطار جديدة، مبيناً أن المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية تواصل تقديم مساعدات غذائية ومراكز إيواء للمتضررين.
من جهتها، أصدرت محلية مروي بياناً قالت فيه إن أجزاء من المحلية تعرضت لأمطار غزيرة مصحوبة بسيول جارفة وزوابع رعدية استمرت حتى فجر اليوم الثلاثاء. وأوضحت أن صعقة كهربائية لحظة هطول الأمطار في حي الإنقاذ بمدينة مروي، أدت إلى وفاة أم وابنها، فيما أدى انهيار جزئي في منزل إلى وفاة امرأة بمنطقة القلعة. وتسببت السيول المتدفقة بغزارة شرقي منطقة القرير في أضرار بالغة أدت لانهيارات في عدد من المنازل وأجزاء من مناطق القرير ومساوي وأوسلي. وأضافت إدارة الإعلام بمحلية مروي، أن السيول أحدثت انهيارات وأضرار كبيرة في عدد من المنازل في القرية (2) بأمري الجديدة، كما تعرضت بعض مناطق وحدة الشهداء لأضرار كبيرة.
وتسببت السيول في قطع طريق ناوا- كريمة وفصله تماماً عند الكيلومتر 34 و36 بمنطقة المقل، بالإضافة إلى التسبب في أضرار بمناطق أخرى على الطريق وغيرها من الطرقات، وانهيار عدد من المنازل في المنطقة. وأكدت أن عدداً من العائلات التي انهارت منازلها كلياً وجزئياً بالمناطق المتأثرة، أصبحت في العراء دون مأوى، وسط مخاوف من معاودة هطول الأمطار وتدفق السيول، بحسب تنبؤات الأرصاد الجوية.
وفي مدينة الفاشر، يستمر تساقط الأمطار مسبباً خسائر جديدة، وسط حصار كبير تعاني منه المدينة منذ العاشر من مايو/ أيار الماضي. ويقول شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن السيول والفيضانات دمرت مخيمات عديدة للنازحين الذين باتوا يستخدمون الأشجار لتحميهم من تساقط الأمطار، فيما تجتهد منظمات شبابية لتوفير مواد غذائية ومخيمات بديلة.
أما محليتا القنب والأوليب بولاية البحر الأحمر، شرقي السودان، فبدأت فرق الإنقاذ في الوصول إليهما لتقديم المساعدات للأهالي بعد سيول تسببت في انهيار قرى وتشرّد السكان. وبحسب شهود في البحر الأحمر، فإن السيول جرفت طريق بورتسودان حلايب في منطقة مورجياي ما أدى لتوقف حركة المرور.
وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، قد تفقد أمس الاثنين، المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار بمحلية طوكر بولاية البحر الأحمر، ووقف على حجم الأضرار والخسائر التي تعرض لها المواطنون في المحلية. كما تفقد الطرقات والجسور التي تأثرت بالسيول والفيضانات، وأكد التزامه بدعم الدولة للمتضررين من الأمطار والسيول لتخفيف معاناتهم، وتسخير أجهزة الدولة لمساعدتهم لتجاوز المحنة. كما شارك في مراسم تشييع ضحايا السيول والفيضانات والأمطار التي اجتاحت المحلية.
وبحسب توقعات الأرصاد الجوية، تنتظر ولاية البحر الأحمر هطول مزيد من الأمطار الغزيرة، مصحوبة بعواصف رعدية ورياح وسيول مفاجئة، على أن تصل إلى ولايتي نهر النيل والشمالية. وحثت وحدة الإنذار المبكر المواطنين والسلطات المحلية على أخذ الحيطة والحذر.
وكانت غرفة طوارئ الخريف، التابعة لوزارة الصحة السودانية، قد ذكرت في آخر تقاريرها، أن عدد الولايات المتأثرة وصل إلى عشر ولايات، منها 50 محلية موزعة على 434 منطقة. وأوضحت أن عدد الأسر المتأثرة بلغ 31 ألفاً و666 أسرة، أي ما يعادل 129 ألف شخص و650 فرداً.
وأضاف تقرير الغرفة أن هناك 12 ألفاً و420 منزلاً تعرضت للانهيار الكامل في مقابل 11 ألفاً و472 تعرضت للانهيار الجزئي. وأشارت إلى أن 132 شخصاً لقوا حتفهم بسبب الأمطار والسيول والفيضانات. وأوضح التقرير أن الولاية الشمالية وولاية نهر النيل هما أكثر الولايات تضرراً.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة وفاة خمسة أشخاص جراء إصابتهم بمرض الكوليرا، ليرتفع عدد الوفيات بالمرض إلى 48 حالة. وذكرت في تقرير نشرته على صفحتها على فيسبوك، أن البلاد سجلت خلال الأيام الماضية 102 حالة إصابة جديدة بالكوليرا، ليرتفع العدد الكلي إلى ألف و223 إصابة، وذلك في خمس ولايات هي كسلا، والقضارف، والجزيرة، والخرطوم، ونهر النيل. وأكدت فتح مراكز عزل بتلك الولايات مع الحاجة إلى مزيد من المراكز في كسلا والقضارف ونهر النيل.