يعاني آلاف السوريين في المدن التي لم تتعرض للزلازل، خاصة غربي تركيا وفي شمالي سورية من صعوبة التواصل مع عائلاتهم أو أقاربهم وأصدقائهم في المناطق المنكوبة في تركيا، بسبب فقدان الاتصالات بشكل كلي منذ وقوع الزلزال فجر أمس الإثنين. ويقطن ملايين اللاجئين السوريين في الولايات التي ضربها الزلزال، وخاصة هاتاي وغازي عنتاب وأورفا وكهرمان مرعش والمدن التابعة لها جنوب تركيا، بينما يقيم ذووهم أو أفراد من عائلاتهم في شمالي سورية وفي الولايات التركية التي لم تتأثر بالزلزال المدمر.
ومنذ وقوع الزلزال وحتى الساعة الثانية من ظهر اليوم الثلاثاء يحاول كثير من السوريين في تركيا أو في سورية الوصول إلى عائلاتهم عبر الاتصال لكن بلا أي فائدة، سواء عن طريق الإنترنت أو الاتصال بشبكة الهاتف المحمول. كما لم يستطع بعض السوريين عبور الحدود إلى تركيا لتفقد أو إنقاذ عائلاتهم.
وقال شادي محمد اللاجئ في إسطنبول لـ"العربي الجديد" إنه يحاول الوصول إلى ذويه منذ علمه بحصول الزلزال، ولكن إلى الآن فشلت كل محاولات اتصاله بأي شخص قريب من مكان سكن عائلته في أنطاكيا، مشيراً إلى أنه يبحث عن طريق للذهاب إلى ولاية هاتاي ليعرف ما حدث لذويه.
أما صهيب عثمان اللاجئ أيضاً في إسطنبول فإنه يحاول الوصول إلى عائلة صديقه وأقربائه لكن كل محاولاته لم تكلل بالنجاح، مضيفاً لـ"العربي الجديد" إنه في أول ساعة من الزلزال تمكن من الوصول إلى أحد أقاربه وكان قد نجا من الأبنية المدمرة، لكن الاتصال كان قصيراً جداً ولم يتمكن من فهم أي شيء وبعدها انقطعت المكالمة وتعذر الاتصال مجدداً.
بدوره أوضح جمال البكري اللاجئ في إسطنبول لـ"العربي الجديد" أنه اتصل بصديقه في منطقة الريحانية على الحدود السورية التركية ولكن الاتصال انقطع أثناء المكالمة، وبعدها أيضاً فشلت كل محاولات الاتصال بالهاتف أو عبر الإنترنت.
وبعد فشل محاولات الاتصال أو الدخول إلى تركيا لجأ سوريون إلى مواقع التواصل الاجتماعي وقاموا بنشر عناوين لذويهم العالقين تحت الأنقاض أو المحتمل وجودهم تحت الأنقاض، مناشدين من تصل إليه المناشدة بالعمل على إنقاذ العالقين أو جلب أي معلومة عنهم.
ونشرت راما ديب تدوينة على "فيسبوك" قالت فيها إنها فقدت شخصاً من عائلتها اسمه عبد الهادي مأمون الفاخوري بأنطاكيا، مناشدة من يعرف أي معلومات عنه الاتصال برقم هاتف وضعته رهن الإشارة أو عبر المسنجر.
فيما كتب فادي الحلبي: "تحت السقف الرابع أهلي وحبايبي، أمي وأبي وأخي يمان وأخي يامن وزوجة أخي وأولاد أخي أحمد وجاد وتيم، وتحت السقف الثالث ابن عمتي وعائلته المكونة من خمسة أشخاص، تذللت وطلبت من الجميع المساعدة لأدخل تركيا وأكون مع أهلي، الكل عمل الموضوع مستحيل وسد الباب بوجهي، يا رب مالي غيرك تصبرني عيلتي يا رب عيلتي بين إيديك".
فيما طالبت عفراء سعد الدين المشاركة على أكبر نطاق نداء بحثها عن خالها صلاح سعد الدين وزوجته بمدينة أنطاكيا، ووضعت أيضاً عنوانهما لأي معلومة تصلها.
فيما غردت غالية الرحال قائلة: "يا جماعة يلي بيعرف خبر عن دار الفردوس بأنطاكيا لمرضى السرطان يطمنا، ما لقيت وسيلة تواصل أطمن عليهم، فطوم الخالد ويسرى القاسم وباقي النساء أي حدا حدو خبر يطمني".
وفجر أمس ضرب زلزال بقوة 7.7 منطقة جنوب تركيا وشمال غربي سورية، تلاه زلزال آخر بقوة 6.4 درجات في منطقة طوروس على الحدود السورية التركية وأدى إلى كارثة في البلدين.