يتواصل توافد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا ضمن الولايات العشر المنكوبة جراء الزلزال إلى معبر باب الهوى بغرض التوجه إلى سورية، بعد افتتاح السلطات التركية إجازات لهم، وذلك بعد فقدانهم الأمل في تأمين مأوى لهم في الجنوب التركي المنكوب أو في الولايات الأخرى، بينما يفضل آخرون البقاء في تركيا.
وأكد معبر باب الهوى في بيان له، مساء أمس، أن عدد الوافدين عبر معبر باب الهوى، في اليوم الأول للإجازة المخصصة للسوريين حاملي بطاقة الحماية المؤقتة في الولايات التركية المنكوبة، بلغ 1795 مواطنا، مشيرا إلى تقديم كافة التسهيلات لهم.
بلغ عدد الوافدين عبر معبر #باب_الهوى في اليوم الأول للإجازة المخصصة لأهلنا السوريين حاملي بطاقة الحماية المؤقتة في الولايات التركية المنكوبة 1795 مواطن، قمنا بتقديم كافة التسهيلات لهم.#سوريا #إجازات2023https://t.co/u6RgYzKrbt pic.twitter.com/cickuxrKlt
— معبر باب الهوى (@babalhawabc) February 15, 2023
مسؤول العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى، مازن علوش، قال لـ"العربي الجديد": "بعد عدة جلسات بيننا وبين الجانب التركي، توصلنا إلى إقرار إجازة لأهلنا اللاجئين السوريين في تركيا الذين يحملون بطاقة الحماية المؤقتة في الولايات العشرة المنكوبة، وبالفعل بدأ توافد أهلنا منذ أمس الأربعاء".
وأوضح: "نتوقع وصول عدة آلاف خلال الأيام المقبلة، لا يوجد إجراءات حجز، وبإمكان أي شخص يحمل بطاقة الحماية المؤقتة من هذه الولايات القدوم مباشرة إلى الطرف التركي وبعدها إلى سورية، ونقوم بنقلهم عبر حافلات المعبر، بعد ختم الأوراق الثبوتية في صالة الهجرة والجوازات، إلى مدينة سرمدا لإيصالهم إلى أي جهة يريدون".
وائل بطل المقيم في إقليم هاتاي، جنوبي تركيا، إحدى المناطق المنكوبة جراء الزلزال، قال لـ"العربي الجديد" إنّ الدمار الذي خلفه الزلزال كبير ويفوق الوصف، مشيرا إلى أن أكثر من 1000 شخص كانوا على الجانب التركي، وسجل هناك بطء في إدخال المسافرين.
أما الطفل محمد طقيقة فقد أفاد خلال حديثه لـ"العربي الجديد": أنا من بلدة احسم، كنت في كهرمان مرعش، اختبأت تحت الخزانة مع أخي، انهار البيت الذي كنا فيه، أخذنا عمي إلى بيته، لم يعد لدينا مأوى في تركيا، سنقيم هنا 3 أشهر ونعود".
بدورها، قالت أم محمد، من بين العائدين إلى سورية، لـ"العربي الجديد": "فقدنا كل شيء، والكثير من الناس، وأصبح الوضع صعبا في تركيا، الزلزال كان قوياً والأطفال أصبحوا يخافون من أي هزة، فقدت قريبتي 6 أشخاص من العائلة في كل من أنطاكيا وكهرمان مرعش".
وأضافت: "نفسية الأولاد تعبت للغاية، وهذه المرة الأولى التي نشهد فيها هذه الكارثة، في حال تحسنت الأحوال قد أعود إلى تركيا، لأن زوجي وابني هناك لم يدخلا".
وكانت إدارات معبر باب الهوى ومعبر تل أبيض ومعبر باب السلامة الحدودية مع تركيا، قد أعلنت عن فتح باب الإجازات للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة من الزلزال المدمر، لقضاء إجازة في سورية لمدة زمنية محددة وفق شروط حددتها السلطات التركية.
ويخصّ القرار السوريين حاملي بطاقات الحماية المؤقتة في ولايات هاتاي، مرعش دياربكر، غازي عنتاب، كليس، أدي يمان، شانلي أورفة، العثمانية، ملاطية، أضنة، ويمنحهم فرصة الدخول إلى سورية في إجازة تتراوح بين 3 أشهر و 6 أشهر من دون الحاجة لأخذ إذن سفر.
وفي ظل الوضع الحرج الذي تعانيه الولايات التركية في الجنوب، وعدم وجود أقارب للمتضررين في الولايات الأخرى وغياب فرص العمل، فضّل كثير من السوريين العودة إلى الشمال حيث أقاربهم، وذلك على الأقل بهدف تأمين مأوى لهم، قبل أن يفكروا مرة أخرى في البقاء أو العودة إلى تركيا.