ارتفع عدد الوفيات جراء الإصابة بالكوليرا في مناطق سيطرة النظام السوري، بكل من محافظات حلب ودير الزور والحسكة واللاذقية ودمشق وحمص، إلى 29، وذلك وفق الإحصائية الأخيرة الصادرة عن وزارة صحة النظام.
وبلغ عدد الإصابات المثبتة بالكوليرا 338 إصابة، وسجلت مناطق سيطرة النظام في حلب 230 إصابة، وفي دير الزور 55 إصابة، بينما سجلت 25 إصابة في الحسكة و19 في اللاذقية و5 إصابات في حمص و4 في دمشق. أما القسم الأعظم من الوفيات فسجل في مدينة حلب بواقع 25 وفاة، بينما سجلت وفيتان في الحسكة ووفيتان في دير الزور.
في مدينة اللاذقية، يشتكي الأهالي من أزمة مياه، ما يدفعهم لشراء المياه غير الآمنة من الصهاريج، وفقا للمواطن أحمد أبو حبيب، الذي يعرب عن قلقه من وجود أزمة حقيقية في الشتاء، مضيفا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الأحياء الفقيرة، ومنها حي الرمل، تعاني أيضا من أزمة الصرف الصحي، وهي مشكلة يتم تجاهلها من قبل الجهات المعنية في المدينة.
المياة الملوثة.. شكوى متكررة
الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي قال، لـ"العربي الجديد"، إن كافة الظروف مهيأة لانتشار الكوليرا في اللاذقية، بدءا من المدارس، كونها تفتقر للمرافق الصحية الجيدة، وعموم مدارس اللاذقية سيئة من ناحية توفير المياه للطلاب ومن ناحية النظافة.
وتعاني أحياء مدينة حلب، ومنها سيف الدولة واﻹذاعة واﻷعظمية واﻷنصاري والمشهد والزبدية وصلاح الدين ومناطق في محيطها، من أزمة تأمين المياه، إذ يعتمد الأهالي على توفير المياه من صهاريج غير مأمونة.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن المرض ينتقل باستهلاك الطعام والماء الملوثين بجرثومة الكوليرا، وتشمل أعراض الكوليرا الإسهال المائي بكميات كبيرة، والقيء، والتشنّج العضلي، والوهن، والعطش، والجفاف إضافة لغور العينين، والشعور بعدم الراحة، والخمول، وسوء المزاج، ونقص مرونة الجلد وفقدان الوعي.
وتعمل منظمة اليونسيف على إيصال الإمدادات الأساسية ضمن عمليات الاستجابة للكوليرا، حيث وزعت أطقم علاج الإسهال المائي الحاد في مدينة حلب، بهدف المساعدة في الحد من انتشار المرض والحفاظ على سلامة الأطفال وعوائلهم.
As part of the ongoing #cholera response, we're mobilizing essential supplies. These acute watery diarrhoea kits, were distributed in Aleppo, #Syria. They will help to curb the spread of the disease and keep children and their families safe.#ForEveryChild@UNICEF @UNICEFmena pic.twitter.com/EBmpUa4Bke
— UNICEF in Syria -يونيسف سوريا (@UNICEFinSyria) September 27, 2022
حملة للتوعية بالكوليرا في مخيمات الشمال السوري
ونظمت جمعية إرادتي التطوعية وفريق من الأطباء حملة في المخيمات للتوعية بمرض الكوليرا، وذلك بعد الكشف عن حالات إصابة في مخيمات شمال غربي سورية، حيث سجلت عدة إصابات بهذا المرض في المنطقة المكتظة بالنازحين.
وتعد المخيمات أكثر بيئة معرضة لانتشار الكوليرا بسبب التلوث وضعف البنية التحتية وعدم توافر مياه الشرب النظيفة، وتم خلال الحملة توزيع سلال مساعدة تحتوي على أدوات تنظيف وتعقيم، كما تم توزيع بيانات توضح طرق الوقاية من المرض.
ويوضح عمر نزهت، من جمعية إرادتي، لـ"العربي الجديد"، أن المبادرة طلابية تعد الأولى من نوعها في المنطقة وتهدف إلى توعية الأهالي بخطورة المرض.
من جهتها، عبرت فاطمة قدور، التي تقيم في مخيم كلي، عن قلقها لـ"العربي الجديد"، قائلة: "الكوليرا مرض خطير، قاتل"، مشيرة إلى خطورة مياه الصرف الصحي في المخيمات، ومضيفة أن "الأمراض كلها سببها المجرور في المخيم، رائحة المجرور كريهة جداً. يجب أن نحافظ على نظافة الخضار، والأطفال والكبار يجب أن يغسلوا أيديهم قبل الطعام، نريد من أهل الخير أن يمدوا يد العون لنا ويساعدونا في توفير حياة آمنة".
وأعلنت شبكة "الإنذار المبكر والاستجابة"، الاثنين، 26 سبتمبر/ أيلول، عن تسجيل أول ثلاث حالات ثبتت إصابتها بالكوليرا في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، في وقت بدأ فيه القلق من انتشار المرض بشكل أوسع ينتاب سكان مخيمات النازحين.