استمع إلى الملخص
- تكلفة العلاج المرتفعة والظروف الصعبة تضع الأهالي أمام خيارات قاسية، إما دفع مبالغ باهظة للعلاج أو ترك الأطفال دون علاج، معرضين حياتهم للخطر.
- مستشفى هجين يواجه تحديات في استمرارية الخدمات الطبية بعد توقف أقسام حيوية، في ظل نداءات للحصول على تمويل عاجل وسط تحديات أوسع تواجه المنطقة منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والدمار بعد المعارك مع "داعش".
أطلق أهالي منطقة هجين التابعة للبوكمال في محافظة دير الزور شرقي سورية، مناشدات مستعجلة لتمويل مستشفى هجين بعد توقف ثلاثة أقسام حيوية عن العمل نتيجة انقطاع عقد المنحة المقدمة من إحدى المنظمات الداعمة.
وأوضح أحمد العبدالله، أحد ذوي المرضى، لـ"العربي الجديد" أن "الأهالي يعانون من عدم وجود بديل إذا توقف المستشفى عن تقديم خدماته"، مبيناً أن "أقرب مركز طبي يقدم خدمات بنك الدم والثلاسيميا يقع في الرقة، ويواجه ضغوطاً كبيرة". وأشار إلى أن "النظام في الرقة يفرض على المريض إحضار متبرع، وهو أمر بالغ الصعوبة للأطفال الذين يعانون من الثلاسيميا ويحتاجون إلى نقل صفائح أو بلازما دم أو كريات دم حسب احتياجاتهم".
وأوضح العبدالله أن "تكلفة الذهاب إلى الرقة تبلغ 300 ألف ليرة سورية (20 دولاراً)، وتزيد التكاليف في حال الحاجة إلى متبرعين بالدم، ما يرهق الأهالي الذين يضطرون لإجراء هذه العملية كل أسبوعين لبعض المرضى، مما يضاعف مصاريفهم بشكل لا يحتمل". وأضاف أن الخيار الآخر "هو ترك الطفل ليموت بعد اكتشاف المرض، لأنه يحتاج إلى نقل دم خاص ومراقبة دقيقة لا يمكن تحقيقها بسهولة".
وأضاف العبدالله أن "الذهاب لمناطق النظام، بالإضافة إلى التكلفة العالية، ينطوي على مخاطر إضافية مثل المحسوبيات، وعدم توفر اللقاحات اللازمة، والظروف الطبية الصعبة في مستشفيات النظام التي تعاني من سوء التعقيم وتفشي العدوى، فضلاً عن خطر الاعتقال".
من جهته، أكد فواز المرسومي، أحد سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، أن "توقف خدمات بنك الدم تسبب بمعاناة كبيرة للأهالي، الذين كانوا يعتمدون على هذه الخدمات المجانية". وأوضح أن "التكلفة الإجمالية لنقل الدم لمريض الثلاسيميا تصل إلى حوالي 10 دولارات لكل عملية نقل، وهي تكلفة باهظة للأهالي الذين يعانون من صعوبات اقتصادية". وأشار إلى أن "بعض الأهالي يلجأون إلى الصيدليات الخاصة لإجراء عمليات نقل الدم، وهو أمر خطير جداً بالنسبة لمريض الثلاسيميا".
يُذكر أن مستشفى هجين، الذي افتتح في مايو/أيار 2022، هو المستشفى العام الوحيد في المنطقة ويخدم حوالي 400 ألف نسمة من منطقة أبو حردوب غرباً وصولاً إلى الباغوز في شرق محافظة دير الزور. يضم المستشفى عيادات الأطفال، والنسائية، والداخلية، وقسم الإسعاف، وقسم الجراحة النسائية وقسم المخاض، بالإضافة إلى أقسام لإقامة الأطفال والحاضنات والأشعة ومختبر التحاليل، وبنك دم، وقسم العلاج الفيزيائي. الأقسام التي توقفت عن العمل هي أقسام الثلاسيميا، بنك الدم، والمختبر المركزي.
وأشار مصدر طبي في المستشفى بحديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن أقسام العمليات الجراحية والجراحة القيصرية وعيادات الأطفال والجراحة العامة وعيادة الداخلية وعيادة النسائية لا تزال تعمل، بالإضافة إلى قسم الحواضن المكون من 12 حاضنة وأقسام الأشعة والإسعاف المتاحة على مدار 24 ساعة. وأكد أن التوقف جاء نتيجة نقص تمويل منظمة السوسن التي كانت تدعم المستشفى.
تجدر الإشارة إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) سيطرت على المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد طرد تنظيم "داعش"، وكانت المنطقة تُعد آخر جيب للتنظيم في شرق سورية. تأخرت إعادة بعض المنشآت الحيوية في البلدة بسبب حجم الدمار الكبير الذي سببته المعارك، مما أدى أيضاً إلى نزوح السكان إلى المخيمات المنتشرة في ريف محافظة الحسكة.