سورية: توقّف المخبز الوحيد في مخيم الركبان عن العمل

19 اغسطس 2022
سبب توقّف المخبز يعود إلى إحكام قوات النظام الخناق على المخيم (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

توقّف المخبز الوحيد في مخيم الركبان المحاصر الواقع على مقربة من الحدود الأردنية - السورية، عن العمل اليوم الجمعة، نتيجة نفاد مادة الدقيق التي كانت تصل عبر مهرّبين وبأسعار مرتفعة من مناطق سيطرة النظام السوري.

وقال عضو شبكة "حصار" التي تنقل أخبار المناطق السورية المحاصرة والمقيم في المخيم عماد غالي، لـ "العربي الجديد"، إنّ فرن الخبز الوحيد في مخيم الركبان توقّف صباح اليوم عن العمل بشكل كامل. وحذر من أنه "في حال لم يتم إيجاد حل سريع لهذه الأزمة، فإنّ أكثر من سبعة آلاف شخص سيحرمون من أهم مادة في غذائهم وهي الخبز".

وأوضح غالي أنّ سبب توقّف المخبز يعود إلى إحكام قوات النظام السوري الخناق على مخيم الركبان، ومنع المهرّبين من إدخال الدقيق، لافتاً إلى أنه ومنذ اليوم، بدأت العائلات البحث من أجل تأمين وجبات بديلة للأطفال كالأرز والنخالة التي تستخدم علفاً للحيوانات.

كما أشار إلى أن المخبز كان يحتاج يومياً إلى 750 كيلوغراماً من الدقيق، مؤكّداً أنّ النظام السوري يحاول التضييق على ساكني الركبان بكل الوسائل؛ فبعدما تم التوصل لحلّ مؤقت لمشكلة المياه، بدأ يحاربهم برغيف الخبز.

وفي مايو/ أيار الماضي، توقف المخبز عن إنتاج الخبز أيضاً ليعود إلى العمل بعد أيام قليلة، وكان السبب حينها منع النظام السوري وصول الدقيق إلى مخيم الركبان، بعد فرض رقابة مشددة على طرقات التهريب.

وأطبقت قوات النظام حصارها على مخيم الركبان منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018 بدعم روسي، وذلك عبر قطع جميع الطرقات المؤدية إليه. ومنذ ذلك الحين، سجّل عدد السكان في الركبان تراجعاً بما يزيد عن ثلاثة أرباع قاطنيه. وفي 2019، بلغ ما يقارب 45 ألفاً بعدما توقّف دخول المساعدات بشكل كامل.

وفي بداية 2020، أغلقت السلطات الأردنية النقطة الطبية الوحيدة المفتوحة على الحدود السورية بحجة انتشار فيروس كورونا الجديد. وحينها، عاد الكثير من قاطني المخيم إلى مناطق سيطرة النظام على الرغم من عمليات الاعتقال والسوق للخدمة العسكرية.

وفي مطلع مايو/ أيار الماضي، منعت قوات النظام المهربين من إدخال الأدوية والطعام إلى مخيم الركبان وأخضعت سياراتهم لتفتيش دقيق، تبع هذه الخطوة قيام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بتخفيض حصة المخيّم من المياه إلى النصف وترك أكثر من سبعة آلاف نسمة يواجهون قساوة الصحراء وحدهم.

المساهمون