أنهى مشروع تأهيل محطة المياه في بلدة الخمائل، جنوبي محافظة الحسكة الواقعة شمال شرقي سورية، معاناة السكان التي استمرّت لسنوات عقب توقّف تلك المحطة عن العمل في عام 2018. وصار اليوم في مقدور الناس التزوّد بالمياه بشكل مباشر منها، من دون حاجة إلى الصهاريج التي كانوا يعمدون إليها لشراء مياه الآبار الخاصة.
المشروع تم في البلدة تحت إشراف مركز السلام والمجتمع المدني، بالتنسيق مع دائرة المياه في المنطقة، الذي أوضح عبر المكتب الإعلامي فيه لـ"العربي الجديد"، أن عدد المستفيدين بشكل مباشر من قرية الخمائل يبلغ 3300، وأيضا تستفيد من المحطة القرى المجاورة. سابقا كانت المحطة تعمل لكنها توقفت في عام 2018 لذلك كان الناس في القرية يشترون الماء من خلال صهاريج وأيضا يجلبون الماء من بعض الآبار الخاصة، وهو الأمر الذي كان بالغ الصعوية، لأن الكهرباء غير متوفرة لتشغيل تلك الآبار وأيضا الناس لم يكونوا مرتاحين نفسيا حينما كانوا يجلبون الماء من الآبار الخاصة.
وأضاف المكتب "لذلك نحن وضعنا ألواح طاقة شمسية لتشغيل الغطاس وتزويد الناس بالماء، وهم مرتاحون نفسيا لأن البئر ملك عام ومديرية المياه خصصت حارسا للحفاظ على المحطة وتشغيلها، ونحن وضعنا كرفانا خاصا للحارس وأيضا أمنّا إنارة محيط المحطة بالطاقة الشمسية ورشها من الداخل بالحجر المكسر لكي لا يتجمع الوحل داخل المحطة وزرعنا أشجارا وقمنا بتجميل المحطة".
وبلدة الخمائل واحدة من البلدات التي عانى السكان فيها من بطش مقاتلي تنظيم "داعش" حتى سيطرت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بدعم من التحالف الدولي على البلدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وذلك بعد أقل من شهر على بدء معارك ضد مقاتلي التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي.
والمشروع لاقى ترحيبا من سكان البلدة، ومنهم علي العزو (55 عاما)، الذي أشار في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن توفر المياه يوفر الكثير من الجهد والتعب على السكان في البلدة ويتيح لهم الحصول على المياه بطرق سهلة دون الحاجة لملاحقة الصهاريج، وبات بالإمكان الحصول على المياه بالنسبة لهم في أي وقت يكونون فيه بحاجة إليها دون التقيد بالصهاريج والخوف من تقلب الأسعار.
أما يحيى أبو زيد، فأوضح لـ"العربي الجديد"، أن وجود المحطة أنهى أزمة عالقة منذ عدة سنوات، مضيفا "عانينا كثيرا في البلدة. أجبرنا على النزوح أول مرة بشكل كامل عن البلدة في فبراير/ شباط 2013 بعدما أقدمت قوات النظام على حصار البلدة، وبعدها عانينا تحت حكم تنظيم داعش، ومن ثم عشنا أزمة في تأمين مياه الشرب لعدة سنوات. اليوم نشعر بنوع من الراحة في البلدة مع وجود الماء".
وأزمة المياه واحدة من الأزمات القديمة التي تعاني منها العديد من القرى والبلدات في محافظة الحسكة، خاصة قرى الريف الجنوبي، إضافة لمحافظة الحسكة التي تعاني أيضا من أزمة بتوفير مياه الشرب منذ أكثر من 3 سنوات.