وصل وفد روسي إلى منطقة شمال شرقيّ سورية، الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتيّة"، لتسلّم ونقل 49 طفلاً، ينتمون إلى عوائل تنظيم "داعش"، اليوم السبت.
وأعلنت "الإدارة الذاتية"، عبر موقعها الرسمي، أنّ وفداً روسياً ترأسته مفوّضة رئيس روسيا الاتحاديّة لحقوق الطفل، ماريا لفوفا بيلوفا، قد وصل إلى مقرّ دائرة العلاقات الخارجية، في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، وتسلّم 49 طفلاً يتيماً من عوائل "داعش".
واستقبل الوفد الروسي كل من نائب الرئاسة المشتركة روبيل بحّو، وعضو "الهيئة الإدارية" خالد إبراهيم، ولانا حسين، عضو مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي.
وبحسب الموقع، أكد بحّو تقصير المجتمع الدولي في تحمّل مسؤولياته تجاه عوائل "داعش" في كل من مخيمي الهول وروج، موضحاً أنّ "الإدارة الذاتيّة" طالبت الدول بتحمل المسؤولية تجاه مواطنيها، في كل من المخيمات والمعتقلات، مشدداً على أهمية دعم الإدارة لتحسين الأوضاع في المخيمات والمعتقلات، على الصعيدين الإنساني والأمني.
ولفت بحّو إلى أنّ "الإدارة الذاتية" تواصل التعاون مع روسيا، وجميع الدول التي لديها مواطنون وأطفال في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية.
في المقابل، شكرت بيلوفا "الإدارة الذاتية" على تقديم المساعدة في إعادة الأطفال اليتامى، الذين سيسلمون لذويهم وأقربائهم. وبحسب الموقع، قالت بيلوفا إنّ "حكومة روسيا ستواصل جهودها لاستعادة الأطفال في المخيمات خلال الفترات القادمة، بهدف استعادة كل الأطفال الروس الموجودين في سورية".
جرت عمليّة التسليم بعد توقيع وثيقة تسليم رسميّة بين الجانبين.
وبدوره، أوضح الناشط الإعلامي المقيم في مدينة القامشلي مجد عليان، لـ"العربي الجديد"، أنّ عمليّة التّسليم تزامنت مع تحليق طائرة حربيّة روسيّة في أجواء مدينة القامشلي، وسُلِّم الأطفال في مبنى هيئة الخارجية لـ"الإدارة الذاتية" في المدينة، لافتاً إلى أنّ الأطفال ينتمون إلى دول تخضع للنفوذ الروسي، كان آباؤهم عناصر في تنظيم "داعش".
وبيّن أن الأطفال سينقلون عبر مطار القامشلي إلى مطار دمشق الدولي، وبعدها إلى عوائلهم.
وكان الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في "الإدارة الذاتية الديمقراطية للفرات" محمد حمدان المحمد، قد صرّح لموقع "الإدارة الذاتية"، اليوم السبت، بأنّ استمرار وجود مقاتلي "داعش" القابعين في مراكز الاحتجاز لدى "الإدارة الذاتية" من الجنسيات الأجنبية "يشكل خطراً، ويهدد مساعي قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي للقضاء على الإرهاب"، وأنَّ "الإدارة الذاتية" تتحمل عبء حماية وحراسة المقاتلين الأجانب في مراكزها.
وطالب المحمد الأمم المتحدة بإنشاء محاكم في شمال سوريا وشرقها، بإشراف دولي، لمحاكمة المقاتلين الأجانب، "ضماناً لتحقيق العدل، ولينالوا جزاء أعمالهم".
وبحسب "الإدارة الذاتية" يقبع في مراكز شمال سوريا وشرقها نحو 10 آلاف مقاتل منتمين إلى "داعش" من مختلف الجنسيات.
وأول أمس الخميس، زار وفد سوداني برئاسة القائم بأعمال السفارة في دمشق، طارق عبد الله علي محمد، مقر العلاقات الخارجية التابع لـ"لإدارة الذاتية" في مدينة القامشلي، وتسلّم امرأتين وثلاثة أطفال من عوائل "داعش".
يشار إلى أنه في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي، سلمت "الإدارة الذاتية" 15 طفلاً وامرأة من عوائل "داعش" الذين يحملون الجنسية الإسبانية المحتجزين في مخيم "روج" في ريف المالكية شمال شرقيّ محافظة الحسكة، لوفد من الحكومة الإسبانية، زار مناطق سيطرة "قسد"، شمال شرقيّ سورية.
وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، سلّمت دائرة العلاقات الخارجية لدى "الإدارة الذاتية" عدداً من عوائل "داعش" المحتجزين في مخيمي الهول وروج، لوفد من الحكومة الهولندية زار مناطق شمال شرقيّ سورية، سبقتها بعشرة أيام استعادة فرنسا لـ40 طفلاً و15 امرأة من المخيمين.