سورية: أكثر من 112 ألف معتقل ومختفٍ قسراً

28 ديسمبر 2024
45645646
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أشار فضل عبد الغني إلى وجود 112,414 معتقلاً ومختفياً قسراً في سوريا، مع ضرورة كشف مصيرهم وسط مؤشرات على قتل النظام السوري للمختفين منذ 2018، حيث تم العثور على أكثر من ثلاثة آلاف بيان وفاة.
- أكد عبد الغني على أهمية كشف مصير المختفين، مشيراً إلى تسجيل النظام لهم في السجل المدني دون إخطار ذويهم، مما يطيل معاناة العائلات ويعطيهم آمالاً زائفة.
- تحدث عن المقابر الجماعية ودورها في كشف مصير المفقودين، داعياً للتنسيق مع المؤسسات الدولية وعدم الانسياق وراء الإشاعات.

حدد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني عدد المعتقلين والمختفين قسراً في سورية بعد إفراغ السجون بـ112 ألفاً و414، وشدد على ضرورة كشف مصيرهم في ظل مؤشرات تتوفر منذ عام 2018  لقتل نظام الأسد المختفين قسراً، والعثور على أكثر من ثلاثة آلاف بيان وفاة. وقال: "تغيّرت المعطيات بعد الإفراج عن معتقلين في سجون ومراكز الاحتجاز في حلب لدى تحريرها في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ثم بعد تحرير حماة في 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري وحمص في 7 ديسمبر ودمشق في 8 ديسمبر. والمتابعة تحتاج إلى وقت، علماً أنه جرى تحديد عدد من أفرج عنهم بـ24 ألفاً و200، في حين أحصينا وجود نحو 136 ألف معتقل ومختفٍ قسراً، وإذا حذفنا منهم من أفرج عنهم أخيراً، يبقى 112 ألفاً و414 كان يحتجزهم النظام ولم يُفرج عنهم، ويرجح أنهم قتلوا".

وأكد عبد الغني ضرورة كشف مصير هؤلاء، وقال: "صحيح أنهم قتلوا لكنهم لا يزالون في الوقت نفسه مختفين قسراً لأن ذويهم لم يتسلموا الجثث. وهذا الأمر يحتاج إلى بحث وبذل جهود كبيرة جداً لكن لا أدلة تشير إلى أنهم لا يزالون أحياء. ويبقى الموضوع مهماً جداً إذ يجب فهم ما حصل من قتل عبر السنوات".

هويات ووثائق على الأرض في مركز احتجاز المزة العسكري، 22 ديسمبر 2024  (بكر قاسم/ الأناضول)
هويات ووثائق في مركز احتجاز قاعدة المزة الجوية بدمشق، 22 ديسمبر 2024 (بكر قاسم/ الأناضول)

تابع: "اتضح بعد فتح السجون في سورية أن هؤلاء قتلوا، وأدرجوا في السجل المدني من دون إخطار ذويهم الذين لا يزالون يبحثون عنهم ويعانون، إذ لا يملكون وثيقة تثبت أنهم قتلوا. وهم ينتظرون بالتالي كشف المقابر الجماعية لمعرفة أين وُضعت رفات أبنائهم والتفاصيل. عبر السنوات، قتل النظام المختفين قسراً ثم سجلهم في السجل المدني، لذا تتضمن بيانات وفاتهم تاريخين، الأول ليوم القتل، والثاني للسجل المدني. وقد يكون بينهما سنوات أو أشهر. كان هدف النظام أن يستمر هذا الألم وإعطاء الأهالي أملاً غير موجود وأن تستمر معاناتهم".

وفي شأن المقابر الجماعية في سورية ودورها في كشف مصير المفقودين، قال عبد الغني: "كشِف عدد قليل جداً من المقابر الجماعية، ويجرى الحديث عن المقابر الكبيرة، وهناك عشرات المقابر الجماعية في سورية، وأي مقبرة دفن فيها عشرة أشخاص أو أكثر تعتبر جماعية. والتعامل مع مقبرة جماعية يجب أن يلحظ الحفاظ عليها كي تأتي لجان دولية متخصصة وتنفذ عملية معقدة لاستخراج الجثث وأخذ عينات منها ومطابقتها مع عينات المختفين قسراً. عندها فقط، وبعد تسلّم الجثث، يكشف مصير هؤلاء ويعطى الرفات إلى الأهالي كي يدفن بطريقة تتلاءم مع التقاليد والأعراف المتبعة. سيستمر الأهالي في المطالبة بأبنائهم وبكشف مصيرهم وهذا حقهم، لكن لا يجب أن يخدعهم أحد ويعطيهم آمالاً زائفة".

وفيما ينتظر أهالٍ ويأملون في الحصول على معلومات عن المفقودين، قال عبد الغني: "جرى نشر كمّ هائل من الإشاعات عن وجود سجون سرية وأقبية، وتعلّق الأهالي بها، لكن بعضها خرافات غير موجودة على أرض الواقع. نطلب من الأهالي ألا يتعلقوا بآمال زائفة، فبعد 8 و9 ديسمبر لم يعد أحد في هذه السجون التي فتحت كلها، ولا سجون سرية، والتوعية في غاية الأهمية كي لا تبتز شبكات الأهالي وتخدعهم مجدداً بعدما فعل النظام المخلوع ذلك سنوات. سننفذ هذا الدور المهم وننسّق في الوقت نفسه مع مؤسسات دولية متخصصة لكشف المفقودين في سورية، مثل اللجنة الدولية لشؤون المفقودين".

(الأناضول)

ذات صلة

الصورة
قد يستغرق كشف مصير المفقودين في سورية سنوات، 23 ديسمبر 2024 (كريس ماكغرات/ Getty)

مجتمع

تتداخل المعاناة الإنسانية مع الفراغ القانوني في قضية المفقودين في سورية، ما يجعلها تتطلب تضافر الجهود لتحقيق العدالة، وإقرار قوانين لكشف الحقائق.
الصورة

سياسة

لعب الأسد على جميع الحبال، إلى أن لفظه الحليف قبل العدوّ، وفرّ عاريًا في ليلة دمشقية باردة، وأخذ معه قاعدة النفوذ الإيراني المتقدّمة في بلادنا
الصورة
فرع فلسطين / سورية / ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

عند أبواب سجون الأسد ومقرّاته الأمنية، كانت الإنسانية تُذبح. لا شيء أو كلام يختصر المشهد. القمع والظلم يتكشفان بأبشع الصور من جدران الزنازين الواسعة والانفرادية
الصورة

منوعات

لم يكن لأحد في سورية أن يظن أنّ بإمكانه تحويل آل الأسد، والطبقة الحاكمة في البلاد، إلى أضحوكة يتناقلها الكبار والصغار. لكن هذا ما حدث يوم الثامن من ديسمبر
المساهمون