سكان إدلب السورية يخبرون الخوف مجدداً مع تكرار القصف

27 أكتوبر 2023
جانب من آثار القصف على مخيم سراقب غرب إدلب في 24 أكتوبر (معاوية أطرش/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل شخص وأصيب تسعة آخرون جراء قصف مدفعي استهدف إدلب، شمال غربي سورية، الليلة الماضية، وسط حالة من الترقّب يعيشها السكّان بالتزامن مع شلّ الحركة في المدينة ومخاوف من تجدّد القصف.

وأكد الدفاع المدني السوري وفاة شخصٍ متأثراً بجراحه التي أصيب بها بالقصف المدفعي من قوات النظام السوري على مدينة إدلب، مساء أمس الخميس، لتصبح حصيلة ضحايا القصف قتيلاً و9 مصابين، بينهم امرأتان، ويوجد بين المصابين من هم بحالات حرجة.

القصف الليلي استهدف الأحياء السكنية بشكل مباشر، وفق ما بيّن الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد"، مضيفاً "بحالة القصف المدفعي على المدينة لا نشهد حركة نزوح خارجها، إنما يخلي السّكان الطوابق العلوية، ويلجأون للطوابق السفلية من الأبنية وذلك تجنباً لاستهدافهم، كما يلوذون بمناطق يصعب وصول قذائف المدفعية الثقيلة إليها، وذلك بعد تحديد زاوية القصف، ضمن الغرف التي تعتبر آمنة نسبياً في المنازل". 

وتابع الطيب "مع سقوط القذائف وتحذيرات المراصد أخلى السكان الشوارع وأغلقوا المحال التجارية. نحن كنشطاء وإعلاميين لا نغامر ونخرج للشوارع في هذه الأوقات، انتظرنا حتى انتهاء القصف، المشكلة أن طائرات الاستطلاع عقب القصف المدفعي كانت تحلّق في أجواء المنطقة، وهذا بدوره يمنع الحركة، تعايشنا مع قذائف المدفعية على المنطقة، لكن الخطر الأكبر هو الغارات الجوية".

هدى عبد العزيز، التي تقيم في مدينة إدلب مع عائلتها، تحدثت لـ"العربي الجديد"، عن القصف الذي استهدف المدينة، الليلة الماضية، لافتة إلى أن أطفالها عاشوا حالة من الخوف، خاصة أنه حصل بعد الساعة التاسعة مساء وتزامن مع وقت نومهم.

وروت: "أصبحت لدينا معرفة بالتعامل مع القصف المدفعي، خاصة أننا نقيم في مدينة إدلب منذ عدة سنوات. اليوم همّنا الوحيد هو الأطفال والصدمات التي يتعرضون لها، وبالنسبة لنا الخوف مزروع في النفوس مهما اتخذنا خطوات للحفاظ عليهم وعلى أنفسنا نبقى خائفين من تجدد القصف. لدينا جهاز لاسلكي في البيت نتابع عبره المجريات لمعرفة ما إذا كان القصف سيتجدد أم لا".

أما أحمد عبد المولى، فقد أشار خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ ما يخيف السكان في مدينة إدلب هو غارات الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ، كونها تسبب دماراً كبيراً، وقال: "الليلة الماضية كانت صعبة، لكننا منذ بداية التصعيد الأخير نعيش هذا التوتر، والاستعداد لذلك لم يكن مفاجئاً". 

ووفقاً لفريق منسقو استجابة سورية، فقد شنت قوات النظام السوري وروسيا أكثر من 538 هجوماً على أكثر من 72 قرية وبلدة، من بين الهجمات أكثر من 46 غارة بالطائرات الحربية، أي ما يعادل 109 غارات جوية في منطقة شمال غربي سورية، متسببة بنزوح أكثر من 100 ألف مدني منذ بداية تصعيد القصف على المنطقة، في بداية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. 

وتحوّلت إدلب خلال السنوات الماضية إلى نقطة تجمع للسوريين، خاصة بعد حملات التهجير التي حدثت عام 2018، وموجات النزوح، لتصبح المدينة مكتظة بالسّكان، ممثلة عاصمة لمنطقة شمال غربي سورية، بسكان من كافة المحافظات في البلاد. 

المساهمون