سردينيا: هجرة سرية فجريمة منظّمة

26 سبتمبر 2021
في انتظار بلوغ اليابسة (إيمانويليه بيرّونيه/ فرانس برس)
+ الخط -

 

قبالة شاطئ أولبيا شمال شرقي سردينيا، وهي الجزيرة الثانية لجهة المساحة في البحر الأبيض المتوسط بعد صقلية، ينتظر مهاجرون سريّون (الصورة) بلوغهم اليابسة بعدما انتشلتهم إحدى سفن الإنقاذ. وقد لفتت مصادر أمنية إيطالية إلى أن ثمّة احتمالاً لأن تكون خيوط إجرامية هي التي تحرّك تدفقات الهجرة السرية من شمال أفريقيا إلى جزيرة سردينيا، وهي إقليم في إيطاليا يتمتّع بحكم ذاتي.

وقد ورد في تقرير أصدرته مديرية مكافحة المافيا والإرهاب (ديا) حول الهجرة، أنّ "عام 2020 سجّل زيادة في عمليات رسوّ قوارب الهجرة الصغيرة التي تحمل مواطنين جزائريين عند سواحل سردينيا بنسبة 55.48 في المائة مقارنة بعام 2019"، إذ "وصل إليها 1390 مهاجراً مقارنة بـ894 شخصاً في العام الذي سبق". وأوضح التقرير الأمني أنّ "هذه الظاهرة تستحقّ الاهتمام، خصوصاً بالنظر إلى كلّ من حالة الطوارئ الصحية الناجمة عن تفشّي فيروس كورونا الجديد، والتجنيد المحتمل للمهاجرين كأفراد في عصابات إجرامية".

أضاف التقرير نفسه أنّ "العصابات من أصل نيجيري الموجودة في الجزيرة على سبيل المثال، تنشط في تهريب المخدّرات ولديها قنوات إمداد في أفريقيا وبلدان أخرى، وفي إمكانها الاستفادة من السعاة الذين ينقلون المخدّرات في عبوات بيضوية الشكل يتمّ ابتلاعها". وتابع تقرير مديرية مكافحة المافيا والإرهاب أنّ هذا الأسلوب أكّدته "عملية ماليزيا الأمنية التي جرت في يوليو/ تموز 2020 في محافظة ساساري، والتي أدّت إلى اعتقال 39 شخصاً، 37 نيجيرياً وإيطاليَّين اثنَين، ينتمون إلى منظمة متخصّصة في تهريب الهيروين والكوكايين". وذكرت المديرية في تقريرها الأخير أنّ "هذه المخدّرات، التي تمّ تداولها في ساحات الترويج في سردينيا، أتت من ماليزيا عبر هولندا، وفي الغالب عن طريق السعاة من العاصمة أمستردام، إلى بلدتَي أولبيا وبورتو توريس على الجزيرة".

من جهة أخرى، أفادت المديرية بأنّ "ثمّة عصابات كذلك تشارك في عمليات الاتّجار في البشر، لا سيّما النساء اللواتي تجلبهنّ إلى سردينيا ثمّ تدخلهنّ في مجال الدعارة على الجزيرة أو في مناطق أخرى من إيطاليا".

(العربي الجديد، آكي)

المساهمون