سجون المغرب تُسجّل رقماً قياسياً في عدد المعتقلين عام 2023

07 مايو 2024
حارس يحمل مفاتيح وأصفاد في سجن القنيطرة بالقرب من الرباط، في 31 أغسطس 2021 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- سجون المغرب تسجل رقماً قياسياً بوصول عدد المعتقلين إلى 102,653 في نهاية 2023، مع توقعات بزيادة العدد إلى 123,000 بحلول 2028، رغم جهود توسيع السجون.
- نصف المعتقلين تحت سن 30، مع استقبال 111,697 وافداً جديداً في 2023، يشكل الشباب والعاطلون والأميون نسباً كبيرة من السجناء، مع تنوع الجرائم المرتكبة.
- الاكتظاظ يصل إلى 159% مع مساحة 1.74 متر مربع لكل نزيل، مما يؤثر على ظروف الإيواء ويطرح تحديات لإدارة السجون في تطبيق سياسات إعادة الدمج والحفاظ على كرامة السجين.

سجّلت سجون المغرب رقماً قياسياً في عدد المعتقلين بعد أن وصل عددهم في متم عام 2023 إلى ما مجموعه 102 ألف و653، في حين يتوقع أن يستمر المنحى التصاعدي، وأن يقترب عددهم من سقف 123 ألفاً في سنة 2028، وفق ما كشفت عنه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج (حكومية) اليوم الثلاثاء. وكان عدد المعتقلين في سجون المغرب قد بلغ بتاريخ السابع من أغسطس/ آب الماضي ما مجموعه 100004 سجناء، وهو رقم قياسي، علما أن الطاقة الاستيعابية للمؤسسات السجنية لا تتجاوز 64600 سرير؛ "وذلك رغم المجهودات المتواصلة التي بذلتها المندوبية العامة لتحديث وتوسيع حظيرة السجون في المغرب". بحسب المندوبية.

وأظهرت المندوبية في تقرير أنشطتها لسنة 2023 الذي نشرته الثلاثاء، أن الشباب الأقل من 30 سنة يشكلون حوالي نصف المعتقلين (47.68%)، ولا تتجاوز نسبة الأحداث (القصّر) 1.22%، ونسبة المسنين 2.19%، ونسبة النساء 2.47%، في الوقت الذي يشكل فيه العازبون حوالي 63% من نسبة المعتقلين، والعاطلون 15.41%، والأمّيون 10.69%، والأجانب 1.48%.

واستقبلت المؤسسات السجنية 111ألفاً و697 وافداً جديداً خلال 2023، حوالي 38 ألفاً منهم توبعوا بجرائم القوانين الخاصة، وحوالي 31 ألفاً بجرائم الأموال، وأزيد من 12 ألفاً بجرائم مرتكبة ضد الأشخاص، تليها الجرائم ضد نظام الأسرة والنظام العام، ثم الجرائم ضد الأمن والنظام العامين. وفيما يتعلق بمدة العقوبة، فإن ربع المسجونين مدانون بستة أشهر فأقل (25.06%)، ثم أقل من سنة (18.95%)، ثم من سنة إلى سنتين (21.68%)، وأكثر من 5 سنوات إلى 10 سنوات (15.54%)، وأكثر من 10 سنوات إلى 30 سنة (9.63%)، والمؤبد والإعدام أقل من 1%.

من جهة أخرى، قالت المندوبية إن بلوغ عدد السجناء داخل السجون مستويات قياسية يؤثر على ظروف الإيواء، خاصة ما يتعلق بالاكتظاظ الذي يقدر بـ159%، والمساحة المخصصة لكل نزيل التي لا تتجاوز 1.74 مترا مربعا، مع طاقة سريرية إجمالية لا تتعدى 64649 سريرا، في الوقت الذي بلغ فيه عدد المعتقلين 102 ألفا و653 مع متم سنة 2023. وعلى الرغم من تحسّن ظروف الإقامة والخدمات اللوجستية وبرامج التأهيل داخل سجون المغرب في خلال السنوات الأخيرة، فإنّ الارتفاع القياسي في عدد السجناء يطرح تحديات على مسؤولي إدارة السجون في البلاد في ما يخصّ تطبيق سياسة إعادة الدمج والحفاظ على كرامة السجين. كذلك يثير الاكتظاظ أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الكامنة وراءه.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يُشار بالاكتظاظ إلى الحالة التي يتجاوز فيها عدد السجناء السعة الرسمية للسجون، وتُحسب نسبة الاكتظاظ وفق الجزء من الإشغال الذي يتعدّى 100 في المائة من نسبة الاستيعاب، وفي العادة يمكن القول إنّ 120 في المائة هو اكتظاظ خطير. وكان تقرير برلماني نُشر في يوليو/ تموز 2021، حول أوضاع سجون المغرب شمل ثلاث مؤسسات سجنية، قد لفت إلى أنّ الاكتظاظ أزمة مستمرّة في ظل مواصلة اعتماد آلية الاعتقال الاحتياطي من دون ترشيد وعدم توفير بدائل للعقوبات السجنية.

المساهمون