زلزلة أوتاد الأرض

12 مارس 2023
من أضرار الزلزال في كهرمان مرعش التركية (بولنت كيليتش/ فرانس برس)
+ الخط -

وسط ذهول من هزَّات الأرض المُزَلْزِلة وكثافة التداول الإعلامي، كان من الطبيعي أن يخرج من يذكّر السودان بزلازل سابقة ضربت مناطقه المختلفة، ويهدد بحدوث زلزال مدمّر، لكن مسؤولاً في وحدة الزلازل بالهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية سارع إلى نفي الأمر مؤكداً وقوع السودان في منطقة ثبات بعيدة عن أحزمة الزلازل الخطيرة.
يحدد العالم الهندي، براكاش جها، أبرز الأحزمة الزلزالية، بداية بحزام المحيط الهادئ، وحزام جبال الألب العابر لجبال الهيمالايا والبحر المتوسط، وصولاً إلى المحيط الأطلسي، ثم حزام منتصف المحيط الأطلسي المسؤول عن 3 في المائة من الزلازل الكبيرة، و5 ملايين زلزال صغير سنوياً. 
ويشير المعهد الجيولوجي البريطاني وهيئة المسح الجيولوجية الأميركية إلى أربعة أحزمة، أبرزها الحزام الناري على حافة المحيط الهادئ، ويشار إليه بـ"حلقة النار"، حيث تحدث 80 في المائة من زلازل العالم، وحزام التلاقي بين أوروبا وأفريقيا، وحزام الأخدود الأفريقي الشرقي الممتد من سورية وسلاسل جبال البحر الأحمر وصولاً إلى إثيوبيا والكونغو، والرابع الحزام الأوروبي- الآسيوي. 
في إبريل/ نيسان 2020، جرى تصنيف زلزال ضرب منطقة القضارف، شرقي السودان، ضمن الزلازل الخفيفة. وعزا البعض يومها عدم حدوث خسائر بشرية إلى طبيعة المنطقة الريفية، حيث لا مباني عالية يمكن أن تؤثر عليها الهزة. 

موقف
التحديثات الحية

في العام ذاته، سجلت محطات الشبكة القومية للزلازل حدوث هزّة خفيفة في منطقة محمد قول بإقليم البحر الأحمر، 533 كيلومتراً شرقي الخرطوم، وهزة أخرى في منطقة أبو حمد بولاية نهر النيل، 538 كيلومتراً شمالي الخرطوم، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، رصد المركز الأوروبي المتوسطي زلزالاً بقوة 4.4 درجات على بعد 92 كيلومتراً من منطقة أغوردات الأريترية المحاذية لولاية كسلا الشرقية.
تضم السودان ستة مراكز لرصد ودراسة قوة الزلازل، وهي تطلق التحذيرات اللازمة رغم أنه يصعب التنبؤ بحدوث زلزال، لكن العوامل البشرية التي ترفع وتيرة الاهتزازات في تزايد مستمر، إذ تتعرض الجبال (أوتاد الأرض) إلى عمليات اقتلاع وتكسير متواترة باستخدام المعدات الثقيلة وآليات التعدين، ويؤكد الباحثون أن أحداثاً جيولوجية مثل الزلازل والبراكين وأمواج المدّ (تسونامي) تكون خارج السيطرة دائماً، لكن البشر قد يملكون القدرة لتدارك حدوث بعضها لو أرادوا ذلك، فوقف الأنشطة البشرية الهدّامة، وإنشاء بنايات مقاومة للزلازل يمكن أن يقلّلا الخسائر البشرية والمادية. فهلا امتلكنا من الإرادة ما يؤهلنا لوقف هذه الأنشطة الهدّامة؟

(متخصص في شؤون البيئة)

المساهمون