زلزال بعد عقود من الانزلاقات البطيئة

20 فبراير 2023
الزلازل علامات على أن الكوكب حي (إرفيم أيديم/ الأناضول)
+ الخط -

الزلزال كارثة مرعبة، حتى لو كانت فترته قصيرة، فخلال ثوانٍ قليلة قد يحدِث دماراً كبيراً، ويتسبب في تحوّلات بالكتل الأرضية، ويطلق موجات مدّ (تسونامي) في البحر.
واللافت أن كل زلزال ليس قصير العمر قد يترافق مع انزلاقات بطيئة تستمر عقوداً. وكلما كان الزلزال أقوى كانت فترته أطول، علماً أن سرعة تمزق الزلزال، أي تحرك مقدمته على طول الصدع لا تختلف كثيراً، ولكن حجم الصدع الذي ينكسر يزيد قوة الزلزال.
يوضح عالم الزلازل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويليام فرانك، لموقع "بغ ثينك"، أن "سرعة تمزق مقدمة الانزلاق تقدر بنحو كيلومترين في الساعة، وتبقى كما هي إلى حد ما لأنها تعتمد على خصائص مادة الصخر الذي يستضيف الصدع، وأيضاً لأن معظم الصخور القارية متشابهة إلى حد كبير. وفي الأساس يعتمد حجم ومدة الزلزال على طول الصدع الذي ينزلق. وعندما يبدأ لا يمكن أن يعرف أحد حجمه أو الفترة التي سيستغرقها".

ويوضح عالِم الجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية جوان غومبيرغ أنه "يمكن التفكير في زلزال مثل صدع ينمو بمرور الوقت في زجاج أمامي، فالشقوق تكون قليلة في البداية، ثم تزداد شيئاً فشيئاً". ويشير إلى أن توابع الزلزال تحصل بسبب إعادة توزيع الضغط في منطقة الزلزال.
واللافت أن الانزلاق البطيء ليس زلزالاً من الناحية الفنية، إذ قد يشهد إطلاق طاقة متراكمة بين صفائح تكتونية في صدع على مدى ساعات أو شهور أو سنوات. وهو يحدث تدريجياً ما يصعّب اكتشافه، خصوصاً أنه لا يحدث ارتجافاً في السطح.
وما يعرف بأنه الزلزال الأطول زمنياً الذي شهده العالم في سومطرة عام 2004 لم يكن في الحقيقة زلزالًا، بل أحد أحداث انزلاق بطيء استمر 32 عاماً من دون أن يُكتشف.
ويصف غومبيرغ الزلزال البطيء بأنه "نوع حميد لأنه يحدث ببطء شديد، ولا يرسل موجات تجعل الأرض تهتز وتجعلها خطرة".
ولاحقاً ربطت دراسات أجريت في جامعة نيو مكسيكو نمو الشعاب المرجانية في سومطرة ومناطق استوائية أخرى بتحوّل قشرة الأرض خلال حدث الانزلاق البطيء، ما مهّد لوضع تاريخ لمستوى سطح البحر، ومتابعة التغيّرات الكبرى والصغرى. 
ويحتمل حصول أحداث مماثلة في مناطق أخرى من العالم تستخدم وسائل مختلفة لمراقبة ورصد تغيّرات الأرض بمرور الوقت، علماً أن الزلازل بالنسبة إلى العلماء علامات على أن كوكب الأرض حيوي وحي، ويعتبرون أن فهم أين ومتى ومدى قوة وطول الزلازل يمهد لتحديد سبب حدوثها في شكل أفضل، والهدف الأكبر هو امتلاك القدرة على التنبؤ بها يوماً ما.

المساهمون