رمضان حزين هذا العام في ظل حرب غزة.. قهر ومجاعة

08 مارس 2024
طفل فلسطيني نازح يبيع فوانيس رمضان المصنوعة يدويًا في رفح (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

"رمضان حزين هذا العام لكننا نحاول أن نصنع الفرح لأطفالنا"، كما تقول نيفين السكسك النازحة من جباليا إلى رفح بجنوب قطاع غزة والتي لا تملك أي شيء لإعداد أول إفطار في شهر يحييه المسلمون عادة بالعبادة والزينة وموائد الأطعمة الشهية في أجواء من البهجة.

فهذا العام، تلقي الحرب في غزة بظلالها على جزء كبير من المسلمين اقتصادياً ومعنوياً، وخصوصا في الدول المجاورة لإسرائيل.

وأمام خيمة ضيقة من القماش مكسوة بالنايلون بالقرب من سور مدرسة تابعة للأمم المتحدة لإيواء النازحين في مخيم رفح، تداعب نيفين طفلتها التي حملت فانوس رمضان ملونا اشتراه زوجها من بسطة قريبة يكاد يقترب منها بضعة مشترين.

وقالت نيفين (26 عاما) وهي أمّ لطفلتين أنجبت أحداهما في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني في خيمة في رفح "نحاول أن نصنع الفرح لأطفالنا بالفوانيس لأنه لا ذنب لهم بالرغم من أنه لا يوجد لدينا طعام للإفطار أو السحور ولا أعلم إذا كنا سنعثر على شيء".

وأضافت نيفين التي نزحت مع عائلتها إلى رفح قبل ثلاثة أشهر "بعدما قصفوا بيتنا (...) وعانينا كثيرا"، أنه "ليس بوسعنا أن نفرح بقدوم رمضان. لدينا شهداء وجرحى قلوبنا تحرق عليهم وأهلنا بعيدون"، مُعبرة عن أملها في أن يأتي رمضان "ونحن بخير وسلامة".

وتابعت "نطهو الطعام على نار موقد حطب ولا يوجد أدوات للطبخ. كل شيء ثمنه غال ولا يوجد لدينا مزاج لنستقبل رمضان مثل السابق".

ويوافقها زوجها ياسر ريحان (26 عاما) الرأي قائلا: "سيأتي رمضان ونحن في حرب وقهر ومجاعة ولا يوجد طعام أو شراب (...) ونعاني اليوم من كل شيء".

"أدنى مقومات الحياة" 

وأمام تدهور الوضع الإنساني الكارثي، حذّرت الأمم المتحدة من مجاعة "شبه حتمية" تهدّد 2,2 مليون من أصل 2,4 مليون شخص عدد سكان القطاع الذي تصل إليه مساعدات شحيحة جدا مقارنة بالاحتياجات الهائلة، ما دفع بعض الدول إلى إلقاء مساعدات إنسانية من الجو.

قضايا وناس
التحديثات الحية

في المشهد العام لا شيء يضاهي الدمار والحرمان في غزة حيث الأحياء مدمرة والأطفال يتضورون جوعاً والمقابر الجماعية محفورة في الرمال، والتحذيرات المتواصلة لا تجد لها صدى، ورغم المناشدات الأممية وقرارات محكمة العدل الدولية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصاره المطبق على القطاع، كما أن المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح ما زالت لا تلبي احتياجات السكان.

ومنذ 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.

وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع الفلسطيني، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، لأول مرة بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب.

(فرانس برس، العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون