رسالة رابعة من سجن بدر 3 في مصر: "نتعرض لمجاعة قاتلة"

09 مارس 2023
أوقفت إدارة السجن مفاوضاتها مع المندوبين عن السجناء (فرانس برس)
+ الخط -

نشرت منظمات حقوقية مصرية، من بينها مركز الشهاب لحقوق الإنسان، رسالة رابعة من سجناء مركز الإصلاح والتأهيل "بدر 3"، أعلنوا فيها أنهم يتعرضون لـ"مجاعة قاتلة".

وما زالت الأجواء متصاعدة في سجن بدر 3 بعد مرور أكثر من أسبوعين على الأزمة الدائرة بين وزارة الداخلية والسجناء الذين يطالبون بفتح الزيارة لمعرفة أخبار عائلاتهم.

وقد شهدت الفترة من 23 فبراير/ شباط وحتى 4 مارس/ آذار، تصاعداً في حالات محاولات الانتحار اليومي بمعدل يتراوح بين 10 و13 حالة، تنوعت بين قطع الشرايين ومحاولات الشنق وتناول عقاقير، وكانت أخطر محاولة هي قيام المحبوس محمود الصعيدي، بذبح نفسه قبل أنّ يتم حجزه في المركز الطبي وهو في حالة حرجة، حسب مركز "الشهاب".

وأوقفت إدارة السجن بقيادة ضابط الأمن الوطني يحيى زكريا، مفاوضاتها مع المندوبين عن السجناء، كما اتخذت عدة إجراءات تصعيدية، منها "وقف الدواء الدوري الذي يصرف لمرضى القلب والسكر، ومنع دخول الأدوية التي يرسلها الأهالي من الخارج بمعدل مرة كل شهر، إضافةً إلى وقف كامل لـ"الكافيتريا" و"كانتين" السجن، وكذا تقليل كميات الطعام المصروفة للسجناء، وهو ما أدى لمجاعة قاتلة داخل السجن، بهدف "إجبار المعتقلين على الرضوخ لمطالب الإدارة بتأجيل مطالب الزيارة إلى أجل غير مسمى".

كما وصل التصعيد بين إدارة السجن والسجناء، إلى "وقف الخدمات الطبية للمعتقلين باستثناء الحالات التي تشرف على الموت أو التي قامت بالانتحار، وتهديد المعتقلين بشكل واضح بفض اعتراضهم بالقوة ونزع الغمايات الموجودة على كاميرات المراقبة داخل الزنازين، وفصل الكهرباء عن الزنازين باستثناء لمبات الطوارئ فقط".

وأشار مركز الشهاب، في تقريره المرفق للرسالة، إلى أنّ السجناء بدأوا في تصعيد احتجاجهم بـ"حرق بعض البطاطين وتعليق لافتات على الأبواب مكتوب عليها عبارات تؤكد على حقهم في الزيارة، وبدأ عدد منهم في الامتناع عن استلام التعيين، مؤكدين على رفضهم لسياسة القتل البطيء التي يمارسها النظام المصري ضدهم في سجن بدر 3".

وأكد السجناء في رسالتهم أنّ "مطلبهم الوحيد هو فتح الزيارة لمعرفة أخبار أهاليهم، وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية من خلال المفوضة السامية لحقوق الإنسان المجتمعة (...) للوقوف على حقيقة ما يحدث في سجون الشرق الأوسط، بدلاً من بيانات الشجب والإدانة، خاصة وأنّ عمليات محاولات الانتحار أصبحت ثقافة منتشرة بين المعتقلين".

وفي رسالتهم، دعا السجناء وسائل الإعلام الجادة إلى نشر وفضح ممارسات النظام المصري ضدهم، ودعمهم في الحصول على حقهم في الحرية ورؤية أهاليهم. كما طالبوا المجتمع الدولي بوقف دعمه للنظام المصري الذي يواصل انتهاكاته ضد حقوق الإنسان بما يخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر.

وفي تصعيدها ضد السجناء، منعت إدارة السجن علاج الحالات الحرجة وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وعدم صرف علاجهم الدوري، فضلاً عن نقل 50 سجيناً شاركوا في الفعاليات إلى سجن "بدر 1"، وترحيل 200 محكومين في "قضايا النائب العام وحسم 1 وحسم 2 وكتائب حلوان إلى سجون شديد المنيا ووادي النطرون وبرج العرب وشديد جمصة.

وسبق أنّ أكدت منظمات مختلفة على أنّ عدد محاولات الانتحار في سجن "بدر 3" وصل إلى 55 حالة في 10 أيام، سواء بالشنق أو قطع الشرايين أو ابتلاع الأدوية احتجاجاً على الانتهاكات التي يتعرضون لها.

وكانت منظمات حقوقية مختلفة قد أعلنت قلقها من الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات المصرية، داخل "مركز الإصلاح والتأهيل - بدر" والمعروف بـ "مجمع سجون بدر 1 و 2 و 3"، ومنها حرمان السجناء من الزيارة لمدة وصلت إلى سبع سنوات، وحرمان المعتقلين من "التريّض" والتعريض لأشعة الشمس، وسياسة تجويع المعتقلين بتقديم كميّات طعام ضئيلة للغاية، ومنع زيارات الأهالي وغلق كافيتريا السجن، وتعريض السجناء للإضاءة القوية على مدار الـ24 ساعة، والتي تؤدي بحسب خبراء الطب النفسي إلى إتلاف الجهاز العصبي والإصابة بالاكتئاب، ومن ثم الإقدام على الانتحار، وانتهاك الخصوصية عبر كاميرات المراقبة (صوت وصورة) داخل الزنازين، إضافةً إلى التفتيش المتكرر المصحوب بالاعتداء على المعتقلين بالضرب المبرح، والإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من الحق في العلاج، والحبس الانفرادي غير المبرر لمدد طويلة، والحرمان من أدوات النظافة الشخصية، والمعاملة القاسية والمهينة والحط من الكرامة الإنسانية.

المساهمون