استمع إلى الملخص
- الناشط معتز الجنيدي، مرشح على قائمة حزب الشورى، يواجه تحديات مادية واجتماعية، ويشير إلى قلة المرشحين من ذوي الإعاقة بسبب الاهتمام الصوري لبعض الأحزاب.
- الهيئة المستقلة للانتخاب تعمل على تسهيل مشاركة ذوي الإعاقة من خلال تجهيز مراكز اقتراع نموذجية، توفير مرشدين، وتنظيم ورش توعوية وفيديوهات إرشادية بلغة الإشارة.
يُواجه الأشخاص ذوو الإعاقة في الأردن صعوبات وتحديات تقف عائقاً أمام مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، ترشيحاً وانتخاباً، في ظل الصورة النمطية في المجتمع وغياب البيئة المناسبة لهؤلاء لممارسة حقوقهم وتحقيق أحلامهم. هذه الفئة من المجتمع لها 3 مرشحين على القوائم العامة، في وقت تقدّر نسبة ذوي الإعاقة في الأردن بأكثر من 13% من السكان.
وتشارك في الانتخابات 25 قائمة انتخابية على القائمة العامة وتضم 686 مرشحاً، فيما يبلغ عدد القوائم المحلية 174 وتضمّ 954 مرشّحاً موزعين على 18 دائرة انتخابية في المملكة. ويبلغ إجمالي عدد الناخبين خمسة ملايين و115 ألفاً و219.
وتقف الأردن، بكافة مؤسساتها، أمام امتحان حقوقي حول مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية والانتخابات على وجه الخصوص، وضرورة دمجهم في الحياة العامة والاقتصاد وممارستهم حقوقهم السياسية من دون أي تمييز أو تقصير في بيئة مهيأة ومناسبة.
لدى الناشط الحقوقي معتز الجنيدي إعاقة حركية، وهو بطل العالم لعامي 2010 و2014 في رفع الأثقال، وحائز على برونزية في بارا أولمبياد بكين 2008، بالإضافة إلى ذهبيتي آسيا لعامي 2010 و2011، يقول لـ "العربي الجديد" إنه يواجه تحدياً للوصول إلى مجلس النواب من أجل خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وكافة أفراد المجتمع الأردني، هو المرشح على قائمة حزب الشورى. ويوضح أن فكرة الترشيح جاءت بتشجيع من الناس كونه ناشطاً حقوقياً في الدفاع عن الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلاً عن تشجيع المكتب السياسي لحزب الشورى، الذي هو عضو فيه، للترشح للانتخابات، وخصوصاً أنه مسؤول عن ملف ذوي الإعاقة في الحزب الذي يهتم من خلال برامجه بذوي الإعاقة، ويرى أنه من الأهمية أن يكون هناك ممثلون عن هذه الفئة في مجلس النواب. ويشير إلى أن هذه الفئة تواجه عقبات كثيرة، أبرزها تلك المادية والاجتماعية وغيرها، مستدركاً أن "ما واجهته عدد قليل من المتنمرين، وربما هذا يعود لتاريخي السابق بوصفي بطلا رياضيا وناشطا اجتماعيا". ويلفت إلى أن نسبة المرشّحين من ذوي الإعاقة قليلة كون اهتمام بعض الأحزاب بذوي الإعاقة صورياً، وقد اقترحت على أعضائها من ذوي الإعاقة مراتب متأخرة في القوائم الانتخابية العامة للانتخابات المقبلة.
ويصف الجنيدي تجارب ذوي الإعاقة في الانتخابات البرلمانية السابقة بـ "المزعجة" بسبب النتائج الضعيفة لهم فيها، مشيراً إلى أن فشل التجربة الحالية سينعكس سلباً على مستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة السياسية، فيما سينعكس إيجاباً في حال نجاحها. ويتمنى أن تكون وعود الهيئة المستقلة للانتخاب دقيقة حول تهيئة المرافق لضمان المشاركة الفاعلة لذوي الإعاقة في الانتخابات، لافتاً إلى أن وعود الهيئة في الانتخابات التي جرت سابقاً لم تكن دقيقة، على أمل أن تكون هذه المرة مختلفة لزيادة الإقبال على المشاركة.
ويطالب الجنيدي بضرورة وجود كوتا لذوي الإعاقة في مجلس النواب الأردني، لإنصاف هذه الفئة من المجتمع، فضلاً عن زيادة أعداد المراكز المهيأة لتشجيع ذوي الإعاقة على المشاركة في الانتخابات.
وقالت الدكتورة تقى المجالي، وهي من ذوي الإعاقة البصرية، لـ "العربي الجديد"، إنها قبل عامين ونصف العام، انضمت إلى حزب إرادة، بعدما اقتنعت بالانتماء إلى الأحزاب التي يمكن أن تتبنّى قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الوقت، كانت جزءاً من صياغة مشروع الحزب. تضيف أنه في مرحلة استعداد الحزب للمشاركة في الانتخابات، تمت دعوة الراغبين بالترشح للتقدم، وانطبقت عليها شروط الترشح التي ركزت على النشاطات العامة والتطوعية المتعلقة بالشباب، واختارها الحزب للقائمة العامة بوصفها امرأة شابة من ذوات الإعاقة. وترى أن الترشح للانتخابات تجربة غنية، وقد فتحت الباب واسعاً للتواصل مع المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء المملكة، والرسالة هي أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على القيام بكامل المهام مثل أي نائب آخر. وتلفت إلى أن من الصعوبات التي تواجه ذوي الإعاقة هي تقبل المجتمع عموماً، مستدركة بأن الوضع اليوم أفضل من سنوات سابقة مضت بالنسبة إلى ترشح امرأة من ذوي الإعاقة. وتقول إن الهيئة المستقلة للانتخاب كانت متعاونة وقدمت تسهيلات، وهناك فيديوهات بلغة الإشارة لتوضيح العملية الانتخابية، موجهة لذوي الإعاقة كون الانتخابات ستجرى وفق قانون جديد، مؤكدة على أهمية زيادة وعي الناخبين وغيرهم من خلال قانون الانتخاب الجديد. وترى أن مشاركة ذوي الإعاقة، حتى وإن كان عدد المرشحين قليلا جداً، هي مشاركة حقيقية. المهم إيصال رسالة ذوي الإعاقة للمجتمع، مطالبة بكوتا.
ويؤكد مسؤول ملف تعزيز المشاركة السياسية لمؤسّسات المجتمع المدني والأشخاص ذوي الإعاقة في الهيئة المستقلة للانتخاب، قيس إرشيدات، لـ"العربي الجديد" اهتمام الهيئة بمشاركة ذوي الإعاقة في الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أن الهيئة المستقلة للانتخاب عملت على تجهيز 95 مدرسة لتكون مراكز اقتراع نموذجية، تتناسب مع إمكانيات الأشخاص ذوي الإعاقة ليتمكنوا من الوصول إلى مراكز الاقتراع بسهولة ويسر، كوضع مسارات أرضية لذوي الإعاقة الحركية والبصرية. ويوضح أنه في مراكز الاقتراع الأخرى، سيكون هناك مرشدون ومتطوعون لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، للإجابة على استفساراتهم والتعامل مع الشكاوى. كما جرى وضع الصناديق التي يصوت فيها ذوو الإعاقة في الطوابق الأرضية لمراكز الاقتراع، مستفيدين من المعلومات التي توفرها البطاقات التعريفية التي يصدرها المجلس الأعلى لذوي الإعاقة، وعكسها على بيانات الناخبين، فضلاً عن السماح لهم بوجود مرافق.
يلفت إرشيدات أن الهئية فتحت عند تسجيل الناخبين للاقتراع الفرصة لذوي الإعاقة لاختيار المراكز المهيئة إلكترونياً في محافظاتهم من أجل الاقتراع فيها ونقل سجلاتهم إليها. ويوضح أن الهيئة عملت على توفير المساعدة القانونية مجاناً للأشخاص ذوي الإعاقة في مراحل العملية الانتخابية لانتخابات مجلس النواب 2024 كافة، فضلاً عن تعزيز مبادئ حقوق الإنسان وحمايتها استناداً إلى ما تضمنه الدستور من حقوق وواجبات ومراقبة الانتخابات وفقاً لولايته وأحكام القانون، بالتعاون مع نقابة المحامين والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويقول إن جميع الفيديوهات الإرشادية التي نشرتها الهيئة مترجمة بلغة الإشارة، كما جرى عقد أكثر من 20 ورشة توعوية لذوي الإعاقة. يضيف أن الهيئة حاولت تقديم التسهيلات لمشاركة ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية من البداية، لضمان مشاركتهم الفاعلة في الانتخابات، لافتاً إلى أنّ هناك جهات ستراقب مشاركتهم وتسجل أيّ ملاحظات تتعلق بهذه الفئة المهمة من الناخبين.