أغلق ذوو إعاقة، اليوم الخميس، بكراسيهم المتحركة، ومعهم بعض المتضامنين، حركة المركبات بالكامل، الشارع أمام مقر المجلس التشريعي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وعلى بعد أمتار من مقرّ مجلس الوزراء الفلسطيني، في مشهد مهيبٍ وجديدٍ في الشارع الفلسطيني، صنعه المحتجون الذين جاؤوا من مدينتي الخليل وبيت لحم جنوبيّ الضفة، لدعم زملائهم المعتصمين من ذوي الإعاقة داخل المجلس التشريعي منذ صباح الثلاثاء، للمطالبة بحقوقهم.
وأرسلت الحكومة الفلسطينية وفداً وأبرمت مع ممثلي ذوي الإعاقة المعتصمين، اتفاقاً يقضي بإصدار تأمين صحي مجاني لذوي الإعاقة.
وقالت الناطقة باسم حراك "نحو حياة كريمة من أجل ذوي الإعاقة في فلسطين" شذى أبو سرور، مخاطبة الحضور خلف بوابة المجلس التشريعي: "ستصدر الحكومة الاثنين المقبل قراراً يقضي بأن التأمين الصحي سيصبح مجانياً لكل ذوي الإعاقة، وستشكل لجنة مكونة من اتحاد ذوي الإعاقة ومن الحراك ومجلس الوزراء ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، لإدخال تنفيذ مطالبنا في نظام تأمين صحي عادل وشامل للأشخاص ذوي الإعاقة، لكننا أخبرنا الوفد أننا سنبقى في التشريعي، وسنكمل الاعتصام حتى يبدأ العمل في النظام الصحي، الذي وعدت به الحكومة حتى الأسبوع المقبل".
ويأتي توقيع الاتفاقية بين الحكومة الفلسطينية وذوي الإعاقة بعد سنوات مريرة اصطدم فيها هؤلاء بمشاكل النظام الصحي وعقباته، ومنه التأمين الصحي للأشخاص العاديين، لتصبح معاناتهم مضاعفة، دون استجابة من الحكومة التي وعدتهم عبر تشكيل لجان، بتوفير نظام صحي موائم لاحتياجاتهم عقب اعتصام مماثل عام 2018، كما يؤكد المعتصمون.
وقامت الناشطة غدير عمرو من على كرسيها المتحرك اليوم الخميس، بإغلاق الشوارع قرب المجلس التشريعي في مدينة رام الله، وأوقفت المركبات العادية وحركة الشاحنات، وأصرت وزملاء لها من ذوي الإعاقة البصرية والحركية أيضاً على عدم فتح الشوارع إلا بعد أن جاء خبر توقيع الاتفاقية مع الحكومة.
وتقول غدير عمرو لـ"العربي الجديد"، قبل توقيع الاتفاقية: "إن الحكومة تقول كثيراً إن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم حق لدى الحكومة، لذا أردنا شخصاً من الحكومة نتحدث معه عن هذا الحق، وهذا ما حصل بعد إغلاق الشوارع أمام عشرات المركبات الغاضبة، وحضور الشرطة وعناصر الأمن الفلسطيني".
لقد غادر ذوو الإعاقة المتضامنين مع زملائهم داخل التشريعي، إلى أماكن سكناهم جنوب الضفة الغربية، وقد علت الابتسامة وجوههم، وهم الذين حركوا عجلات كراسيهم المتحركة بسرعة عند سماع أخبار الاتفاقية، متجهين نحو بوابة التشريعي المقفلة.
تقول فاطمة شلبي لـ"العربي الجديد"، وقد أحضرت ابنها رويد المصاب بالشلل الدماغي، وهو جالس على الكرسي المتحرك: "من حقنا العلاج لأبنائنا، حتى الطعام يكلفنا مالاً كثيراً بشكلٍ شهري لابني رويد. من حق ذوي الإعاقة، وخاصة الأطفال، أن يعاملهم المجتمع والجهات المختصة، كأي أطفال عاديين لهم الحق في العلاج المجاني والشامل".