دعا رئيس مفوضية حقوق الإنسان العراقية عقيل جاسم إلى تأسيس مركز وطني لشؤون المفقودين والمغيبين، مؤكدا وجود ضرورة ملحة لتوحيد البيانات، وإرساء قاعدة معلومات موحدة لكل المفقودين لتكون المرجع الأساسي لحسم الملف، وتسهيل إجراءات حصول العوائل على الحقوق.
وقالت المفوضية في بيان، الاثنين، إن رئيسها التقى مع رئيس برنامج اللجنة الدولية لشؤون المفقودين ألكسندر هوغ، ونائب رئيس البرنامج في العراق فواز عبد العباس، وبحث الجانبان قضية المفقودين، وعبر جاسم عن شكره لما أبدته اللجنة الدولية من تعاون مع مفوضية حقوق الإنسان والمؤسسات العراقية الأخرى، مشددا على أهمية تنسيق الجهود لكشف مصير المفقودين، وإنهاء معاناة آلاف العوائل التي ترغب في معرفة مصير أبنائها.
وأشار جاسم إلى أن "ملف المفقودين كبير وشائك، ويتطلب بذل جهود من كل الأطراف المحلية والدولية لإنهائه، مع وجوب تحديد تعريف المفقود، والتباين مع المدفون في المقابر الجماعية، والنازح، والمهجر، والمختفي قسريا، حتى تستطيع الدولة جبر الضرر وتعويض ذوي الضحايا، كما أن بعض التعريفات تحتاج إلى قرارات قضائية ليتم التصنيف".
ونقل البيان عن عضو مفوضية حقوق الإنسان أنس العزاوي استمرار التنسيق لحصر ما يمكن الحصول عليه من معلومات لإعداد قاعدة بيانات رصينة حول ملف المفقودين، من أجل الإيفاء بالتزامات العراق الدولية في هذا الشأن.
من جهته، عبر ألكسندر هوغ عن استعداده لتقديم كل الدعم والتعاون للمفوضية والمؤسسات العراقية لإنشاء استراتيجية فعالة لتحديد مصير الأشخاص المفقودين، والحفاظ على حقوق ذويهم.
وشهد العراق، خلال السنوات الماضية، موجات خطف وتغييب واعتقال غير رسمي، طاولت آلاف المدنيين على يد تنظيم "داعش" الإرهابي ومليشيات مسلحة أخرى، ولا يزال مصير الكثير منهم مجهولا حتى اليوم، كما تعرض عشرات الناشطين والمشاركين بالاحتجاجات الشعبية في 2019 لعمليات خطف وتغييب، لم تتمكن السلطات من تحديد مصيرهم.
ومطلع الشهر الحالي، طالبت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية بالعمل على الكشف عن مصير أكثر من 700 مدني عراقي، اختطفوا من مدينة الصقلاوية في محافظة الأنبار (غرب) قبل 5 سنوات، واتهمت مليشيات مسلحة باختطافهم ونقلهم إلى جهات مجهولة بدوافع طائفية.
ورغم وعود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بفتح ملف المغيبين قسريا، فإن حكومته لم تتمكن من المضي في ذلك.
وتشهد محافظات جنوبية تظاهرات بين الحين والآخر للمطالبة بالكشف عن مصير المختطفين، وخصوصا في محافظة ذي قار، التي شهدت الجمعة الماضي احتجاجات طالبت الحكومة بالكشف عن مصير الناشط سجاد العراقي، الذي اختطف على يد مسلحين مجهولين خلال العام الماضي.