خلافات عائلية توقع 4 جرحى وتنغّص فرحة العيد شمالي سورية

20 يونيو 2024
غالباً ما تفسد الخلافات العائلية فرحة العيد، في 16 يونيو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في شمال غرب سورية، تحولت فرحة عيد الأضحى إلى مأساة بسبب خلافات عائلية أدت إلى استخدام السلاح والعنف، مما نتج عنه قتلى وجرحى، خاصة في مخيم كفروما بريف إدلب حيث اشتبكت عائلتان في ثالث أيام العيد.
- الخلافات العائلية والعنف لم تقتصر على مخيم كفروما فحسب، بل امتدت إلى مناطق أخرى مثل بلدة تلعادة، ما يسلط الضوء على مشكلة انتشار السلاح بين المدنيين وضعف الوعي بكيفية التعامل مع الخلافات.
- تشير الأحداث إلى مشكلة أوسع تتعلق بالفلتان الأمني وانتشار السلاح في شمال غرب سورية، مع توثيق 34 حادثة تندرج تحت هذا الفلتان منذ مطلع العام، مما يؤكد على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي وتقوية دور الأجهزة الأمنية.

باتت فرحة عيد الأضحى منقوصة في عدة مناطق في شمال غرب سورية، بسبب خلافات عائلية تطورت إلى استخدام السلاح والعنف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وفق ما كشفت عنه مصادر محلية ونشطاء لـ"العربي الجديد".

والثلاثاء، تسببت الاشتباكات بين عائلتين في مخيم كفروما القريب من بلدة كللي، في ريف إدلب الشمالي، في سقوط أربعة جرحى، بالإضافة إلى حالة من الذعر في صفوف سكان المخيم، خاصة أنها تزامنت مع ثالث أيام عيد الأضحى.

خلافات عائلية في عيد الأضحى

وقال عدنان قدور، أحد سكان المخيم، لـ"العربي الجديد": "إن مشاجرة حدثت بين شبان في مخيم كفروما بريف إدلب، وبعدها تطور الأمر إلى خلاف عائلي وتدخل جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام لحله، وبعده قوة كبيرة لإيقاف الاشتباكات بالمخيم".

أما خليل المحمد، وهو من سكان المخيم، فقال لـ"العربي الجديد": "لا نعرف بالضبط سبب المشكلة، كان المخيم هادئاً، ثم حدثت مشاجرة استخدمت فيها العصي والحجارة، بعدها بدأت أصوات إطلاق النار. على الفور، ناديت الأطفال ليدخلوا ويحتموا داخل المنزل. كان الوضع مخيفاً. في المساء، عرفت أن هناك أربعة مصابين، اثنان منهما مصابان بطلقات نارية في الأرجل، وهناك من أصيب بجروح خفيفة". وتابع: "وقع الخلاف بين شخصين وتطور إلى كارثة. نغصوا علينا فرحة العيد، رغم تدخل الوجهاء وإنهاء الخلاف إلا أننا لا نزال نعيش الخوف من تجدد المشاكل".

ليلى الجدوع، المقيمة في مخيم بالقرب من بلدة تلعادة شمال إدلب، تحدثت لـ"العربي الجديد" عن الخلاف العائلي الذي حدث في البلدة. وقالت: "كان خوفي الأكبر على الأطفال، خاصة أن الرصاص كان يطلق من كل الاتجاهات، خشيت أن يخترق الخيمة القماشية ويصيب الصغار". وتابعت: "ما حدث جعلنا نعيش رعباً حقيقياً بدل أجواء عيد الأضحى التي انتظرناها بفارغ الصبر. كل سكان المخيم عاشوا الوضع نفسه بسبب إطلاق النار العشوائي". وأضافت: "نناشد المعنيين منع حيازة السلاح في البلدات وحتى المخيمات، لأن أي خلاف قد يجر وراءه مصيبة، إما أن يكون هناك قتلى أو جرحى أو ترويع".

الخلافات العائلية وانتشار السلاح

وتشيع الخلافات العائلية سواء في المدن أو البلدات في شمال غرب سورية، وتكون على خلفية مشاجرات بين أطفال أو يافعين وتتطور وتُستخدم فيها الأسلحة. وغالباً ما تخلف قتلى وجرحى، ولا تهدأ إلا بعد تدخل أجهزة أمن سلطات الأمر الواقع والوجهاء لإنهاء الخلاف وحله.

وفي السياق، قال الناشط الحقوقي محمود المصطفى لـ"العربي الجديد": "إن ما يغذي الخلافات العائلية في سورية هو توفر السلاح بالدرجة الأولى بين المدنيين، إضافة إلى ضعف الوعي بكيفية تعاطي المجتمع مع هذا النوع من الخلافات". مضيفًا: "هناك جيل نشأ وهو ينظر إلى انتشار السلاح باعتباره أمراً واقعاً، لذلك يجب أن تكون هناك توعية تبدأ من العائلة لضبط النفس. فضلاً عن ضرورة عمل الأجهزة الأمنية على الحد من انتشاره السلاح في المدن".

وشهدت بلدة تفتناز بريف إدلب، في 16 يونيو/ حزيران الجاري، خلافاً عائلياً على زراعة أرض، تطور إلى سقوط قتيل وجرحى. وسجلت مناطق شمال غرب سورية، خلال الأيام الأربعة الماضية، عدة حوادث ومشاجرات تطورت إلى مواجهات بين العائلات، سقط إثرها قتلى وجرحى بحالات حرجة، ورافقها ترويع للنساء والأطفال، قبل تدخل أجهزة الأمن لإنهاء هذه المواجهات.

ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام الحالي 34 حادثة تندرج تحت الفلتان الأمني في مناطق شمال غرب سورية، أسفرت عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 59 آخرين بجروح.

المساهمون