خسائر فادحة لجهاز الدفاع المدني في غزة.. ومخاوف من الأسوأ

10 ديسمبر 2024
فرق الدفاع المدني في غزة خلال مهمة لإنقاذ محاصرين بمدرسة، 27 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه الدفاع المدني في غزة تحديات كبيرة بسبب الحرب الإسرائيلية، مع نقص حاد في الكوادر والمعدات، حيث فقد 89 من العاملين وتدمير 40 مركبة من أصل 72.
- يتعمد الاحتلال استهداف أجهزة الخدمة الإنسانية، مما يزيد من صعوبة أداء الدفاع المدني لمهامه، ويشمل ذلك منع وصول الوقود وقطع الغيار.
- دعا الناطق باسم الدفاع المدني المجتمع الدولي للتدخل لوقف الحرب والسماح بإدخال الوقود والمعدات، وضمان وصول المساعدات بشكل سريع وآمن.

طالب جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم الثلاثاء، بالتدخل لإنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة للعام الثاني على التوالي، في ظل التداعيات الخطيرة لاستمرارها على التدخلات الإنسانية وآثارها على نحو 2,4 مليون نسمة.

وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة️، إنّ الدفاع المدني في القطاع يمرّ هذه الأيام بالمرحلة الأصعب منذ تاريخ إنشائه في عام 1994 في ظل تآكل الكادر البشري وتدمير المعدات والآليات، مضيفاً أنّه فقدَ خلال هذه الحرب 89 كادراً من العاملين الميدانيين من أصل 314 كادراً ميدانياً، وأصيب 304 آخرون، كما اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي 22 عنصراً.

وبحسب الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، فإن الجهاز فقد كليا 40 مركبة إطفاء وإنقاذ وإسعاف من أصل 72 مركبة، مما أحدث عجزا كبيرا في مستوى الاستجابة الإنسانية المقدمة للمواطنين في ظل استمرار الحرب. وشدّد على أن الاحتلال الإسرائيلي منذ أن شنّ هذه الحرب يتعمد عن سبق الإصرار استهداف أجهزة الخدمة الإنسانية من أجل إضعافها وجعلها عاجزة، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يتوقف عند هذا الأمر من الاستهداف والتدمير؛ بل لا يزال ينتهج سياسة منع وصول الوقود للدفاع المدني ويمنع إدخال قطع إصلاح المركبات بعدما دمّر المخزون من الأجهزة والمعدات والتي تقدّر بنحو (مليون وثلاثمائة ألف دولار).

الاحتلال الإسرائيلي منذ أن شنّ هذه الحرب يتعمد عن سبق الإصرار استهداف أجهزة الخدمة الإنسانية من أجل إضعافها وجعلها عاجزة

وأوضح أن هذه الاستهدافات والاعتداءات أدت إلى تفاقم وتعميق حالة العجز وتشعب العقبات أمام أداء عناصر الجهاز لواجباته وأضعف عمليات الاستجابة الإنسانية، وزاد من عدم قدرة الطواقم على تنفيذ عمليات إنقاذ الجرحى والأحياء في الأماكن والمنازل التي تستهدفها طائراته ومدفعياته.

وأكد بصل أنهم وصلوا إلى مرحلة تقود فيها الطواقم مركبات الإطفاء والإنقاذ بالدفع اليدوي لتستجيب لنداءات المواطنين، وقد شاهد العالم ذلك عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي أثّر على سرعة التدخل الإنساني. حسب قوله. وذكر الناطق باسم الدفاع المدني في غزة أنه في الوقت الذي تحتفل دول العالم بما يسمى "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، فإن الوقت قد حان لوقف عمليات القتل والحرق والتدمير والإبادة الجماعية لا سيما بعد استشهاد أكثر من 60 ألف شهيد ومفقود بينهم أكثر من 6000 امرأة وأكثر من 14000 طفل، وإعاقة أكثر من 23000 مصاب وآلاف ممن فقدوا والديهم وهم الآن بلا أم أو أب.

الدفاع المدني في غزة يدقّ ناقوس الخطر

وحذّر المتحدث من أن جهاز الدفاع المدني في غزة على مقربة من إعلان تحييد خدماته الإنسانية وخروجه عن الخدمة في كل محافظات القطاع، وهذا يعني أن نحو 2 مليون و400 ألف مواطن في القطاع سيفتقدون التدخلات الإنسانية.

وحمّل بصل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية تداعيات استمرار هذا العدوان وترك أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل بلا استجابة وتدخل إنساني، مضيفاً: "يا أيها المجتمع الدولي والعربي ويا أصحاب الضمائر الحيّة، لقد آن الأوان للتضامن مع شعبنا الفلسطيني في كل الساحات والسفارات من أجل إنهاء الحرب على غزة وإنهاء المعاناة التي يعيشها سكان القطاع نتيجة الممارسات والعدوان الإسرائيلي، وإيقاف هذا الشلال من دماء الأبرياء قبل أن نصل إلى مرحلة اللاعودة من الكوارث الإنسانية في قطاع غزة".

وطالب المنظمات الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إدخال الوقود للدفاع المدني في غزة وإدخال المعدات اللازمة من أجل إسعافه وإبقاء عمله مستمر. ودعا أيضا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والعمل على وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة، والإسراع بفتح جميع المعابر، بما في ذلك السماح بدخول ما يكفي من الوقود والمواد اللازمة لتشغيل مركبات الدفاع المدني وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية.

المساهمون