تعيش البالونات في عالمنا كما تعيش الأحاسيس في قلوبنا، فهي ليست مجرد أدوات تزيين تملأ الأماكن بألوانها الزاهية، بل هي رمز للفرح والحياة، إذ تجسد البالونات براءة الطفولة وتناغم الألوان، وتعكس البهجة والسعادة التي تميز لحظاتنا الجميلة.
وفي محاولة لرسم البهجة، برزت حنان عبد الله، صاحبة مشروع "بالون"، كأول يمنية تفتتح عالم البالون في صنعاء وتُدخل الفرح والسعادة إلى قلوب الناس، إذ استطاعت تحويل فكرة بسيطة إلى مشروع يعكس الإبداع والتفاني.
استطاعت حنان، من خلال مهاراتها التصميمية وابتكارها في تنسيق البالونات، أن تخلق تجارب فريدة تنبض بالحياة وتنثر الفرح في كل زاوية، ما يخلق جوًا ساحرًا ومبهجًا في حفلات الأطفال والمناسبات الخاصة.
تقول لـ"العربي الجديد": " أشعر بسعادة كبيرة لأنني استطعت تحقيق حلمي وتجسيد إبداعي وشغفي بهذا المجال الساحر. بدأت رحلتي بالتعلم الذاتي وتجربة تنسيق الحفلات الصغيرة للأصدقاء والعائلة، ثم تطورت مهاراتي وتنوّعت أفكاري مع مرور الوقت".
قررت حنان في عام 2017 الانطلاق في عالم البالونات، ببساطة وتواضع، بدأت تستخدم لوحًا خشبيًا صغيرًا كمكان لعرض منتجاتها في أحد مراكز التسوق في صنعاء. سعت من خلاله لجذب الانتباه إلى مهاراتها وقدرتها على التزيين بالبالونات.
مع الوقت، اكتسبت حنان الشهرة في عالم البالونات، وقدمت تجارب مميزة للأطفال والأسر. كانت تفتح أبوابًا جديدة للبهجة وتضفي لمسة سحرية على كل مناسبة تشارك فيها، تضيف: "بصمتي في عالم البالونات أصبحت واضحة، واستطعت من خلال شغفي وإبداعي أن أغير نظرة الناس للبالونات وعكست قيمتها كرمز للفرح والحياة".
منذ تلك البداية المتواضعة في عام 2017، استطاعت حنان أن تبني مشروعًا ناجحًا، وقررت بخطوة جريئة افتتاح أول محل لتنسيق الحفلات بالبالون في صنعاء. حيث واجهت تحديات عديدة مثل نقص الموارد وعدم وعي الجمهور بفن تنسيق الحفلات بالبالون.
لكن بالإصرار والتسويق الذكي، نجحت في جذب الانتباه والاهتمام، تقول حنان: "عملي ساهم في توعية الناس بقدراتنا الإبداعية والفنية في اليمن، وألهمت العديد من الشباب لاستكشاف مواهبهم وتحقيق أحلامهم".
تضيف: "رسالتي للمرأة اليمنية هي أن تؤمن بأحلامها وتتبع شغفها وألا تخاف من المخاطر والتحديات، فالعالم يحتاج إلى إبداعك ومواهبك. قد تواجهين صعوبات في البداية، ولكن مع العمل الجاد والاستمرارية، يمكنك تحقيق أهدافك وتغيير العالم من حولك".