حملة للتبرع بالقرنيات في غزة.. أمل للمرضى

غزة

أجراها: يوسف أبو وطفة

avata
أجراها: يوسف أبو وطفة
30 أكتوبر 2022
"من أحياها" حملة في غزة للتبرع بالقرنية والكلى تبعث الأمل لدى المرضى
+ الخط -

بات الفرح يسيطر على الفلسطيني محمد عبد العال، بعد أن تمكنت زوجته لمياء من إجراء عملية زراعة القرنية في مستشفى العيون التخصصي الحكومي في مدينة غزة، بعد أكثر من عامين من المعاناة والانتظار.
وتعتبر لمياء من بين 17 حالة أجريت لها هذه العملية مؤخراً، ضمن مشروع إجراء عملية زراعة القرنية على يد فريق طبي فلسطيني متخصص في إجراء هذه العملية، ضمن حملة أطلقتها وزارة الصحة في غزة أسمتها "من أحياها".

أطلقت الجهات الصحية الحكومية في غزة حملة لحث الناس على التبرع بأعضائهم، لا سيما القرنية والكلى بعد وفاتهم

وخلال الشهرين الماضيين أطلقت الجهات الصحية الحكومية في غزة حملة لحث الناس على التبرع بأعضائهم، لا سيما القرنية والكلى بعد وفاتهم، وتستهدف من خلالها إجراء العمليات للحالات المرضية التي تحتاج لإجراء هذه العملية.
وتوجد مئات الحالات المسجلة على قوائم الانتظار منذ سنوات، والتي تحتاج لإجراء عملية زراعة القرنية أو الكلى في القطاع، غير أن عدم توفر هذه الأعضاء حال دون إجراء العمليات خلال السنوات الماضية قبل أن يجري إطلاق المشروع.

الصورة
محمد عبد العال، ينتظر زراعة قرنية لزوجته في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
عبد العال، خاض مع زوجته معاناة طويلة خلال العامين الأخيرين لإجراء عملية زراعة القرنية (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول عبد العال لـ "العربي الجديد" إنه خاض مع زوجته معاناة طويلة خلال العامين الأخيرين من خلال فترة البحث عن إجراء هذه العملية، سواء عبر السفر للقدس المحتلة أو مستشفيات الضفة الغربية المحتلة.

وكل هذه المحاولات باءت بالفشل، نظراً لعدم توفر قرنيات لإجراء العملية اللازمة، إلى جانب فشل السفر للخارج لإجراء هذه العملية في مصر، نتيجة منعه الأمني من المرور عبر معبر رفح البري، وفق عبد العال، الذي يأمل وزوجته في أن تكتمل هذه العملية بالشفاء التام دون الحاجة لأي تدخلات علاجية مستقبلية، أو الاستمرار في رحلة العلاج التي كانت شاقة على مدار العامين الماضيين، والتي كان نهايتها إجراء العملية في غزة.

أما الفلسطينية تمام الدريني فتنتظر هي الأخرى إتمام الإجراءات والفحوصات الصحية كافة، كي تتمكن من إجراء عملية زراعة القرنية في القطاع، في ظل عدم تمكّنها من السفر للخارج لإجراء العملية، نظراً لأنها من اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يحملون جواز سفر.
 

الصورة
تمام الدريني، تستعد لزراعة القرنية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
تمام الدريني، تستعد لزراعة القرنية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

وتقول الدريني لـ "العربي الجديد" إنها ترى أن حملة التبرع بالقرنيات التي تجري في القطاع من شأنها أن تنهي معاناة مئات المرضى الذين لا يتمكنون من الرؤية، جراء تلف قرنياتهم بفعل المرض أو الإصابة التي تعرضوا لها.

ومنذ ثلاث سنوات تعاني الدريني من عدم الرؤية في عينها اليسرى نتيجة تلف القرنية، ما يتسبب في تعرضها للسقوط خلال المشي وعدم الاتزان، إلى جانب صعوبة الرؤية والضغط الشديد على الرأس، ما يجعلها متلهفة لإجراء هذه العملية.

وخلال الأسابيع الأخيرة تقدّم عشرات المواطنين الفلسطينيين بطلبات لوزارة الصحة في غزة للتبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، فيما أقدمت عائلات على التبرع بأعضاء أبنائها الذين توفوا خلال فترة حديثة لإجراء عمليات زراعة القرنية.
إلى ذلك يقول، الاستشاري الأول في طب وجراحة العيون، وأحد القائمين على إجراء العمليات عبد السلام صباح، إن الطواقم الطبية أجرت حتى الآن 17 عملية لزراعة القرنية بجهود محلية وذاتية لحالات مرضية كانت تعاني منذ سنوات.
ويوضح صباح لـ "العربي الجديد" أنه بمجرد توفر القرنيات من قبل المتبرعين يجري وضع الحالات على جدول العمليات، وفقاً للأولوية الصحية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يخفف من كشوفات الانتظار التي تحتاج لإجراء هذه العملية والتي تقدر بـ 500 حالة.

وبحسب الاستشاري واختصاصي طب وجراحة العيون، فإن هناك لجنة تقوم خلال الفترة الأخيرة بمراجعة وفلترة جميع الحالات المدرجة على الكشوفات، في ظل حملة التبرع بالقرنيات، ووجود متبرعين، بخلاف الفترة السابقة التي لم تكن متوفرة.
وفي السياق، يؤكد مدير دائرة زراعة الأعضاء في وزارة الصحة في غزة يحيى خضر أن قرابة 200 تحويلة طبية تسجّل في دائرة العلاج في الخارج سنوياً للسفر، من أجل إجراء عمليات بسبب عدم توفرها في القطاع.

ويقول خضر لـ "العربي الجديد" إن إعلان وزارته عن الحملة جاء لحل هذه المشكلة الصحية، حيث تقدمت 11 عائلة حتى اللحظة ممن توفى أفرادها للتبرع بالقرنيات الخاصة بهم، فيما سجل 200 شخص وصاياهم للتبرع بها بعد وفاتهم، وفقاً لإجراءات خاصة اتبعتها الوزارة.

وبحسب مدير دائرة زراعة الأعضاء في وزارة الصحة، فإن عملية استيراد القرنيات للقطاع صعبة للغاية، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد، وتكلفة النقل العالية، إضافة لكون القرنيات التي استُوردت في السابق كانت تفقد إمكانياتها بسبب المعابر وطول الطريق.
 

ذات صلة

الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
تجمّع عسكري إسرائيلي على حدود لبنان، 30 سبتمبر 2024 (إريك مارمور/Getty)

سياسة

بعد عام على فتح الجبهة اللبنانية تحوّل لبنان من معركة إسناد غزة، إلى الحرب الشاملة، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة، التي بدأت في 23 سبتمبر الماضي.
الصورة
مسرة في جامعة جورج واشنطن دعماً لفلسطين/22 أغسطس 2024(Getty)

سياسة

خرجت مسيرة احتجاجية في شوارع واشنطن، اليوم الأربعاء، تنديداً باستمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة