حليب للخدّج يتسبّب في مرض معوي... وتغريم مختبرات أميركية 495 مليون دولار

28 يوليو 2024
صورة تعبيرية لعبوة حليب أطفال، 4 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

غرّمت هيئة محلفين في ولاية ميسوري، الواقعة في وسط الولايات المتحدة الأميركية، مختبرات "أبوت" 495 مليون دولار، بعدما بيّنت أنّ حليباً خاصاً بالأطفال الخدّج صنّعته المجموعة الأميركية العالمية تسبّب في مرض معوي خطير لدى طفلة، علماً أنّ "أبوت" تعرّف عن نفسها بأنّها شركة متخصّصة في الرعاية الصحية والأجهزة الطبية.

وهذه القضية التي بُتّ فيها، مساء أوّل من أمس الجمعة، في محكمة سانت لويس بولاية ميسوري، هي واحدة من دعاوى عدّة معلّقة رُفعت في أوقات سابقة ضدّ "أبوت" تشير إلى أنّ تركيبة حليب مطوّرة للأطفال الخدّج تصنّعه هذه المختبرات تزيد من مخاطر التهاب الأمعاء والقولون الناخر لدى الأطفال، بحسب موقع "كورت روم فيو نتوورك".

في القضية المُشار إليها، لاحقت الأميركية مارغو غيل، والدة الطفلة روبين من إلينوي، مختبرات "أبوت" قضائياً، بسبب فشلها في تحذير الأطباء والمستهلكين من أنّ تركيبة حليب الأطفال الخدّج الذي تصنّعه، يمكن أن تتسبّب في هذا المرض الخطر لدى تلك الفئة من المواليد.

وأفادت غيل بأنّ ابنتها الصغيرة أُصيبت بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر في عام 2021 بعد تزويدها بحليب "سيميلاك" الذي تصنّعه "أبوت"، في حين أنّها كانت لا تزال في قسم العناية المركّزة لحديثي الولادة، بحسب ما نقلت عنها قناة "كاي إس دي كاي" المحلية. وقد نجت الطفلة، بحسب ما أكدت القناة ووسائل إعلامية أخرى، غير أنّها تعاني من آثار مزمنة من جرّاء إصابتها بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر. يُذكر أنّ نسبة الوفيات المرتبطة بهذا المرض لدى الأطفال الخدّج قد تصل إلى 50%، بحسب المكتبة الوطنية للطب التي تديرها الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة الأميركية والتابعة لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية.

"أبوت" ترفض الحكم: لا أدلة علمية

وقد حكمت هيئة المحلفين في محكمة سانت لويس على مختبرات "أبوت" بسداد تعويض عن الضرر بقيمة 95 مليون دولار لمصلحة مارغو غيل، بالإضافة إلى تعويضات عقابية بقيمة 400 مليون دولار. لكنّ الحكم لم يأتِ بالإجماع، إنّما وافق عليه تسعة محلّفين في القضية من أصل 12. يُذكر أنّ ردّ حكم في قضية مدنية في ولاية ميسوري يستوجب توافق ثلاثة أرباع أعضاء هيئة المحلفين.

وفي تعليق على الحكم، قال المتحدّث باسم مختبرات "أبوت" سكوت ستوفيل: "نحن غير موافقين، مطلقاً، على هذا الحكم الذي لم يصدر بالإجماع، وما زلنا نعتقد أنّ حالة روبين مأساة لا يتحمّل أيّ كان مسؤوليتها". وأضاف أنّ "لا دليل علمياً على أنّ منتجات أبوت للأطفال الخدّج تتسبّب أو تساهم في التهاب الأمعاء والقولون الناخر". وأشار ستوفيل إلى أنّ "التركيبات والمقويات المتخصّصة، مثل تلك المستخدمة في هذه الحالة، جزء من معايير الرعاية في القطاع الطبي، وهي الخيارات الوحيدة المتاحة لتغذية الأطفال الخدّج إلى جانب حليب الأم".

من جهته، كان الرئيس التنفيذي لمختبرات "أبوت" الأميركية العالمية روبرت فورد قد رأى أنّ القضية "نظرية بلا أساس أو أسس علمية"، وذلك في خلال عرض النتائج المالية للمجموعة في الأسبوع الماضي. وحتى كتابة هذا التقرير، لم توضح الشركة المتخصّصة في الرعاية الصحية إذا كانت تنوي سحب منتجها هذا من الأسواق.

وتعرّف منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الخدّج بأنّهم الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع الـ37 من الحمل. وتوضح أنّ هؤلاء معرّضون للإصابة بأمراض خطرة أو للوفاة في الأسابيع الأربعة الأولى من عمرهم، وذلك بسبب ضعف التنفّس، وصعوبة التغذية، وسوء تنظيم درجة حرارة الجسم، وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون