حلق شارب مواطن عراقي على يد "الحشد الشعبي" يثير استياء واسعاً

24 يوليو 2022
عناصر "الحشد الشعبي" قامو بالاعتداء على المواطن وحلق شاربه (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

تعرض مواطن عراقي من الأقلية "الكاكائية" للإهانة وحلق شاربه من قبل مجموعة من عناصر "الحشد الشعبي"، مما أثار موجة غضب على صفحات التواصل الاجتماعي، وسط تحرك لفتح تحقيق بالملف ومحاسبة المسيئين.

والكاكائية أقلية دينية تعيش في إقليم كردستان العراق، ومحافظات أخرى، منها نينوى وديالى وكركوك، ولهم طقوسهم الخاصة، ويعتبر "الشارب" رمزاً مقدساً بالنسبة لهم.

وتعرض مواطن كاكائي يدعى أيمن عبدي، أمس السبت، في محافظة كركوك، للاعتداء من مجموعة عناصر ينتمون إلى "الحشد الشعبي"، بسبب خلافات مع صاحب عمله في بلدة مجاورة لكركوك، وقام صاحب العمل وفقاً لمصادر أمنية بالاستعانة في عناصر بالحشد الشعبي لاقتياد المواطن وضربه وحلق شاربه وشعر رأسه، ما أثار غضب الكاكائيين.

وشهدت كركوك مساء أمس تظاهرة من قبل الكاكائيين أمام مبنى المحافظ احتجاجاً على تلك الإساءة، وقطعوا عدداً من الطرق، مطالبين بالتحقيق ومحاسبة المعتدين، فيما يتوقع أن تتجدد الاحتجاجات هذا اليوم.

وزارة البشمركة من جهتها أدانت الحادث وعبرت في بيان لها مساء أمس عن رفضها "الإساءة لأحد منتسبيها في كركوك"، وقالت إنه "في حادثة غير مرغوب به، هاجمت مفرزة من الحشد الشعبي المقاتل في البشمركة أيمن عبدي، واختطفته وأهانته بشكل قبيح جداً، بعيداً عن كل الأعراف والقوانين، وقامت بأفعال غير لائقة تجاهه".

وشددت على أن هذا العمل مرفوض وغير مقبول بتاتاً، ودعت الأجهزة الأمنية في كركوك إلى تشكيل لجنة تحقيق فورية بهذا الشأن، كما طالبت الوزارة بـ "القبض على المتهمين وتقديمهم للعدالة حتى لا يقوم أحد منهم بتكرار مثل هذه الأعمال البشعة".

نائب رئيس البرلمان العراقي شاخوان عبد الله، وعد بفتح تحقيق بالحادث، وأكد أنه أبلغ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية بالحادث، مشدداً على أنه "لن نقبل من أي شخص أو جهة الاعتداء على المواطنين، سواء من الكاكائيين أو من أي طائفة ومذهب آخر".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، توالت ردود الفعل الغاضبة إزاء ذلك، وقال عضو الحزب الديموقراطي الكردستاني عماد باجلان في تغريدة له إن "مجموعة من أمة الجبناء (في إشارة الى توصيف المالكي للحشد في التسريب المنسوب له) في كركوك، قامت بحلق شارب مواطن كاكائي، فقط لأنه منتسب لقوات البشمركة (...)"، مؤكداً أن "إسرائيل لم تفعلها، علماً أن الشارب لدى الطائفة الكاكائية مقدس ولا يجوز حلقه".

أما المدون السيد الحسيني فقال في تغريدة له، "أتباع الطائفة الكاكائية يعتبرون الشارب من المقدسات لديهم التي لا يجوز المساس بها، ويعتبرون أن حلق شارب أحد أبنائهم من قبل مجموعة مسلحة تابعة للحشد الشعبي إهانة كبرى لهم"، مؤكداً أن "الكاكائيين يهددون بالرد المسلح والهجوم على مقر هذه المجموعة التي اعتدت على أحد أبنائهم".

ولم ترد قيادة "الحشد الشعبي" ولا أي من فصائلها على الحادث، كما لم تعلق الجهات الحكومية في بغداد، ولم تصدر أي توضيح أو توجه لفتح تحقيق بملابسات الحادث بعد.

المساهمون