حصيلة قياسية بإصابات كورونا في الولايات المتحدة وإغلاق مناطق إيطالية

06 نوفمبر 2020
شوارع مهجورة باليوم الأول من الإغلاق الجديد لمنطقة بيدمونت في إيطاليا بسبب كورونا (Getty)
+ الخط -

سجّلت الولايات المتحدة عدداً قياسياً من الإصابات بفيروس كورونا الجديد، في وقت فُرض الإغلاق مجدداً على أجزاء واسعة من إيطاليا، الجمعة، بينما تجهّز اليونان لفرض قيود جديدة مع تواصل تفشي الموجة الثانية من الوباء في أوروبا.

ولليوم الثالث على التوالي، بلغت الوفيات الناجمة عن الفيروس في الولايات المتحدة أكثر من ألف، بينما سُجلت أكثر من 120 ألف إصابة خلال 24 ساعة، بين مساء الأربعاء والخميس، وهو رقم تجاوز العدد القياسي الذي تم تسجيله في اليوم السابق، بحسب تعداد جامعة جونز هوبكنز.

وأصيب أكثر من 9,6 ملايين شخص وتوفي 234 ألفاً جرّاء الوباء، في الولايات المتحدة حتى الآن، وهي أعلى حصيلة عالمية.

وقال المدير الإقليمي في أوروبا لمنظمة الصحة العالمية، هانس كلوغه، أن كورونا يتفشى في القارة التي تجاوز عدد الإصابات فيها، والبالغ 11,6 مليوناً، ذاك المسجّل في منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي، والبالغ 11,4 مليوناً، وقال كلوغه لفرانس برس "نرى انفجاراً (في الأعداد...) إذ أن تسجيل زيادة بمليون إصابة في منطقة أوروبا لا يستغرق إلا بضعة أيام".

وتفرض دول في أنحاء القارة تدابير إغلاق جديدة، إذ فرض على اليونانيين التزام منازلهم اعتباراً من السبت.

ويفيد خبراء بأن إيطاليا تواجه موجة ثانية من الفيروس، بينما عادت مناطقها مجدداً للتحذير من امتلاء وحدات العناية المشددة لديها بشكل سريع، وتم تسجيل 445 وفاة جديدة بالفيروس في أنحاء البلاد، الخميس، إضافة إلى 34505 إصابة جديدة.

وأُغلقت في خمس مناطق في الشمال إضافة إلى كالابريا، صُنفت على أنها "مناطق حمراء"، الأعمال التجارية غير الأساسية، اعتباراً من منتصف ليل الخميس، في تدابير تطاول 16 مليون شخص.

وأما في مدينة بيرغامو، التي كانت بؤرة لأزمة كورونا، في إيطاليا في وقت سابق من العام، فتظاهر مئات الأشخاص بينهم أصحاب مطاعم ومتاجر ومن أنصار اليمين المتشدد ضد التدابير.

وتجمّع المحتجون خارج منزل رئيس البلدية، بعد تظاهرة ليل الخميس، حيث رفعوا الأعلام وهتفوا "حرية" وألقوا القنابل الدخانية.

وقال رئيس بلدية بيرغامو، جورجيو غوري، إنه مقارنة بالإغلاق الذي فرض لأكثر من شهرين في آذار/مارس، عندما انتشرت في العالم صور أظهرت شاحنات للجيش وهي تقل جثامين من مشرحة المدينة الممتلئة، "هناك المزيد من الإنهاك وانعدام الثقة" الآن.

وأضاف على فيسبوك "في وقت كهذا، عندما يشعر العديد من الأشخاص بالقلق حيال مستقبلهم، فإن صب الزيت على النار... برأيي أمر خطير"، وقالت سوزي بوركو (55 عاما) من ميلانو، "لم نتعلم شيئاً مما مررنا به في آذار/مارس".

والخميس، فرضت السلطات إغلاقاً ثانياً على 56 مليون شخص في انكلترا، وبدأت ليفربول، الجمعة، أول تجربة في انكلترا لإجراء اختبارات فيروس كورونا الجديد على مدينة بأكملها.

ودافعت الدنمارك عن التدابير الصارمة التي فرضتها شمال البلد، بعدما رصدت في أوساط السكان سلالة متحوّرة من فيروس كورونا الجديد مرتبطة بمزارع تربي حيوان المنك لاستغلال فرائه.

وحذرت كوبنهاغن من أن التحوير يمكن أن يهدد فعالية اللقاح المستقبلي، وأمرت بإعدام كل حيوانات المنك في البلاد التي يقدر عددها بـ17 مليوناً، وقال وزير الخارجية يبي كوفولد إن "هذه تدابير ملائمة وضرورية".

قصّ الشعر في اللحظات الأخيرة 

وفرنسا، التي فرضت إغلاقاً الأسبوع الماضي، سجلت 58046 إصابة جديدة الخميس، في حين بدا أنه من الممكن أن تتجاوز الأحداث خطة دعم اقتصادي أُعلن عنها قبل شهرين ولم تكمل تفاصيلها حتى الآن.

وسيشمل الحجر الثاني في اليونان، المعاهد الثانوية والجامعات التي ستبقى مغلقة ثلاثة أسابيع على الأقل، اعتباراً من الاثنين في محاولة لكبح تفشي الفيروس، وازدحمت شوارع أثينا، الجمعة، حيث سارع السكان لقضاء حوائجهم قبل عطلة نهاية الأسبوع، وسُمح لصالونات الحلاقة والعناية بالأظافر بالعمل ليومين إضافيين مع تدفق كثيرين إليها في اللحظات الأخيرة.

وفي بلجيكا، البلد الأكثر تضرراً في العالم لجهة عدد الوفيات نسبة لعدد السكان، قالت السلطات الصحية إنه يبدو أن الموجة الثانية للفيروس بلغت ذروتها، وقال المتحدث باسم مركز أزمة الفيروس، إيف فان لايثم، للصحافيين "على مدى بضعة أيام الآن... يمكننا أخيراً أن نشهد ذروة الموجة الثانية هذه"، وأضاف "لا نزال إلى جانب تشيكيا المتصدرين في أوروبا لجهة عدد الإصابات الجديدة".

وفرضت أوكرانيا الجمعة غرامات على الأشخاص الذين يرفضون وضع الكمامات في الأماكن العامة.

كما يضرب الفيروس سويسرا بلا هوادة، وخصوصاً منطقتها الناطقة بالفرنسية، حيث يزداد الضغط على المستشفيات بشكل متسارع، وفي إحدى المستشفيات الصغيرة، شغل مرضى يعانون من إصابات بكورونا شديدة جميع الأسرّة العشرة بينما تواصل تدفق المزيد.

وقال كبير الأطباء في قسم العناية المشددة في لا شو دو فون، لفرانس برس "طلب مني هذا الصباح أن أستقبل مريضاً إضافياً... لذا كان علي نقل المريض الذي اعتبرت حالته الأكثر استقراراً إلى مستشفى آخر ليتسنى ذلك".

وأما الصين، حيث ظهر الوباء أواخر العام الماضي، فمنعت دخول الأجانب القادمين من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا والفيليبين وروسيا وإيطاليا وإثيوبيا ونيجيريا.

وأودى الفيروس بحياة مليون و235 ألف شخص على الأقل، منذ ظهوره في الصين نهاية العام الماضي، في حين أصاب 48,7 مليون إنسان.

(فرانس برس)

المساهمون