حريق يلتهم مساحاتٍ شاسعة من أكبر غابة صنوبر شمالي لبنان

08 يونيو 2022
حريق في غابات صنوبر شمال لبنان (تويتر)
+ الخط -

تتواصل محاولات السيطرة على النيران المستعرة منذ أمس الثلاثاء، في حرج "السفيرة" للصنوبر البرّي، ضمن منطقة الضنية لجهة بلدة بطرماز، شمالي لبنان، حيث التهم الحريق مساحاتٍ حرجية واسعة، ما استدعى تفعيل غرفة العمليات الوطنية لمتابعة عمليّات الإطفاء.

وتوجه وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، صباح الأربعاء، إلى موقع الحريق الذي باشرت طوّافات الجيش اللبناني المشاركة في إخماده، بعدما تعذّر تدخّلها أمس بسبب الضباب الكثيف، كما تعذّر وصول آليات الدفاع المدني.

وقال الناشط في جمعية "درب عكار" المحلية، خالد طالب، لـ"العربي الجديد"، إنّه "تمّت السيطرة على الحريق، وبقيت فقط بؤر من الممكن أن تشتعل مجددا، لكنها لا تشكّل خطراً على الحرج، والأضرار والخسائر الأوليّة تُقدّر بـ30 إلى 40 هكتاراً".

وقال مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى، لـ"العربي الجديد"، إنّه تمّت السيطرة على الحريق بنسبة 90 في المائة تقريباً، غير أنّه لا يمكن حالياً تحديد المساحة المتضرّرة".

وفي حين حمل ناشطون الحكومة مسؤولية استمرار الحريق، أكّد وزير البيئة ناصر ياسين، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أنّ "الحريق امتدّ على مساحة جبل بطرماز بالكامل، والذي يُعدّ من الغابات الكثيفة الغنيّة بأحراج الصنوبر البرّي".

ولفت ياسين إلى أنّه "لا يمكن تحديد حجم الأضرار إلا بعد انحسار الحريق"، ودعا إلى "تحقيقٍ جدّي لمحاسبة الفاعلين في حال كان الحريق مفتعلاً. ليست المرة الأولى التي يحصل فيها حريق في هذه الغابة، ففي عام 2013 اندلع حريق كبير، وتكرّرت حرائق أصغر خلال السنوات الماضية".

من جهته، كشف الناشط البيئي بول أبي راشد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "جبل بطرماز- السفيرة معروف بأنّه أكبر غابة صنوبر برّي في الشرق الأوسط، وهو يضمّ أشجار سنديان وشربين ونباتات طبية وبرية، ولا تتوفر معطيات دقيقة بعد عن المساحة المتضرّرة".

وقال أبي راشد محذّراً: "وصلنا إلى الخط الأحمر عالميّاً في قضيّة تغيّر المناخ، وخسارة كلّ شجرة تنعكس سلباً على التوازن المناخي العالمي، ولن يقتصر التأثير على المناخ والمياه ونوعية الهواء، وإنّما سيطاول المحيط، فكلّما خفّت الغابات وزاد انجراف التربة، يقل تخزين المياه، وينعكس ذلك على المياه المتدفّقة من لبنان باتجاه سورية والأردن".

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) أنه توجد مخاوف كبيرة لدى الأهالي من اتّساع رقعة الحريق واقترابه من المناطق السكنية والأراضي الزراعية، كما أفادت وزارتا الزراعة والبيئة بأنّهما ستطلبان من القضاء والأجهزة الأمنية "التحقيق في أسباب الحريق، والتشدّد في العقوبات إذا ما تمّ اكتشاف أنّه مفتعل".

المساهمون