حرارة 2023 تختبر حدود بقاء الإنسان

16 مايو 2023
يعاني سكان الهند من آثار صحية واقتصادية شديدة للحرارة العالية (ديبارشان شاتيرجي/ Getty)
+ الخط -

عندما ضربت الحرارة الشديدة الهند وباكستان وبنغلادش ونيبال وسريلانكا العام الماضي، تجاوزت درجاتها الـ 49 مئوية في الهند تحديداً ما جعل 90 في المائة من سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار يعانون من آثار صحية واقتصادية شديدة.
ويكتب موقع "سترايتز تايمز" أن لا حصيلة رسمية لحوادث الإجهاد الحراري في الهند وباكستان صيف العام الماضي، لكنهم يعتبرون أنه "من شبه المؤكد أن الأرقام التي رصدت نحو 90 وفاة كانت منخفضة جداً، باعتبار أن معظم الناس في الهند يعملون في الخارج، ويملك عدد قليل منهم فقط أجهزة تبريد فعّالة في المنزل، علماً أن ارتفاع درجات الحرارة يرتبط أيضاً بارتفاع مستويات التلوّث العالية جداً في الهند".
وهذا العام تلقت أجزاء من الهند تحذيرات جديدة من خلال توقعات قاتمة لضغوط حرارة الصيف على شبكات الكهرباء، وتعرض المحاصيل ومئات ملايين العمال لمخاطر، كما رجح خبراء أن تكون الظروف الجوية حارة وجافة على نحو غير عادي في أوروبا.
تقليدياً، تحتضن بلدان جنوب آسيا والمناطق ذات المناخات شبه الاستوائية درجات الحرارة والرطوبة الأعلى في العالم، وتتوقع الأمم المتحدة أن تكون الهند بين أولى الدول التي تتجاوز درجة حرارة "المصباح الرطب" المحددة بـ 35 درجة مئوية، ما لا يسمح لجسم الإنسان بتبريد نفسه عن طريق التعرق. كما ترجح أن تتعرض أجزاء من باكستان والشرق الأوسط والمكسيك لحرارة شديدة ورطوبة عالية.

لكن الأماكن المعتدلة عادةً باتت تشهد بدورها أياماً شديدة الحرارة. وسجلت المملكة المتحدة رقماً قياسياً قدره 40.3 درجة مئوية في يوليو/ تموز 2022، في حين بلغت 47 درجة مئوية في بعض مناطق البرتغال، لكن الرطوبة المنخفضة نسبياً في البلدين أبقت درجة حرارة "المصباح الرطب" عند نحو 25 درجة مئوية.
والأمر الأهم أن تأثيرات الحرارة الشديدة ذات مخاطر اقتصادية كبيرة، خصوصاً على صعيد زيادة التفاوت في المدن، والمساهمة في رفع أسعار الغذاء والطاقة.
وعلى سبيل المثال، قلّص الصيف الحار في الهند العام الماضي إنتاج القمح، وأجبر ثاني أكبر منتج في العالم على حظر الصادرات، ما أثار مخاوف من نقص الغذاء العالمي والتضخم وسط الحرب في أوكرانيا، رغم أن الهند نفسها ليست مركز تصدير رئيسي في العالم. 
ويعني ذلك أن تكرار الإجهاد الحراري في الهند هذا العام قد يؤثر مجدداً على القمح وبذور اللفت والحمص.

المساهمون