جدل بعد وفاة طفل باكستاني في مركز للشرطة ومطالب بتحقيق العدالة

16 مارس 2021
طفلان من باكستان (Getty)
+ الخط -

أثار حادث وفاة طفل باكستاني يدعى شاه زيب يبلغ من العمر 14 عاما في مركز للشرطة بمدينة بشاور شمال غربي البلاد، ضجّة في الساحة الباكستانية، وبينما تدعي الشرطة أنه أقدم على الانتحار، تقول أسرة الطفل إنه لقي حتفه جراء تعرضه لأنواع من الضرب والعنف من قبل الشرطة.

وفي تفاصيل الحادث، أنّ الطفل شاه زيب البالغ من العمر 14 عاما وقع بينه وبين صاحب بقالة شجار قبل يومين وتدخلت الشرطة، واعتقلت الطفل ومعه مسدس، وفقا لرواية الشرطة.

وتقول الشرطة، إن شاه زيب الطالب في الصف السابع بإحدى المدارس الحكومية في مدينة بشاور، قد تشاجر مع صاحب بقالة في سوق صدر بازار، وبعد مشادات كلامية أخرج المسدس من جيبه وكان يريد أن يطلق النار على صاحب البقالة، لولا تدخّل الناس المتواجدين في السوق الذين أخذوا المسدس من شاه زيب ثم أخبروا الشرطة.

إثر ذلك، حضرت الشرطة واعتقلت الطفل، وبعد ذلك أخبرت والده ليحضر إلى "مركز الغربي"، غير أنه قبل وصول الأب وجدت عناصر الشرطة الطفل قد انتحر شنقا داخل الزنزانة.

لكن والد الطفل يدّعي أن الشرطة هي التي قتلت ابنه، وأنه لما حضر إلى مركز الشرطة  منعته لمدة ثلاث ساعات من أن يلتقي ابنه وبعد ذلك قيل له إنه انتحر.

نشر والد الطفل صورا تؤكد وجود علامات التعذيب والضرب المبرح على جثمان طفله، مؤكدا أن ابنه لم ينتحر بل إن الشرطة قتلته تحت الضرب والتعذيب

ونشر والد الطفل صورا تؤكد وجود علامات التعذيب والضرب المبرح على جثمان طفله، مؤكدا أن ابنه لم ينتحر بل إن الشرطة قتلته تحت الضرب والتعذيب.

ونظم أقارب الطفل وعدد من سكان مدينة بشاور مظاهرة احتجاجية أمام مركز للشرطة الذي قضى فيه الطفل، وطالبوا بمعاقبة الضالعين في قتله.

من جهتها، أعلنت الحكومة المحلية بإقليم خيبربختونخوا إقالة جميع عناصر الشرطة الذين كانوا يعملون في المركز واعتقال عدد ممن يشتبه بضلوعهم في الحادث.

وقال مسؤول شرطة مدينة بشاور مركز إقليم خيبربختونخوا عباس أحسن، في تصريح صحافي، إن والد الطفل سجل دعوى ضد رئيس مركز الشرطة ويسمى دوست محمد وعناصر آخرين، والشرطة أقدمت على إقالة جميع هؤلاء واعتقالهم، مؤكدا أنه من السابق لأوانه القول إن الشرطة ضالعة في القضية.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

وتعليقا على القضية، يقول الحقوقي محمد عامر لـ"العربي الجديد"، إن الشرطة مقصرة لأن انتقال الطفل أصلا إلى مركز الشرطة وإبقاءه في الزنزانة مخالفان لقوانين البلاد، لأن الأطفال الذين تكون أعمارهم أقل من 18 عاما لهم مراكز خاصة، ثم إن هناك علامات التعذيب جلية على جثمان الطفل فهو تعرض للضرب المبرح قبل وفاته، وهناك احتمالان إما أن الطفل انتحر بعدما تعرض للضرب المبرح، أو مات تحت التعذيب.

وكانت الحكومة الباكستانية قد أعربت، في بيان لها، عن أسفها الشديد حيال وفاة الطفل شاه زيب، مؤكدة أنها تتعامل بحزم مع كل من يعبث بقوانين البلاد.

المساهمون