جباليا تنهض من تحت الركام وتستأنف الحياة من "سوق المخيم الشعبي"

13 يناير 2024
يحاول السكان والنازحون شمالي قطاع غزة التعايش ولو جزئياً مع الظروف الصعبة (الأناضول)
+ الخط -

أقام فلسطينيون في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، سوقاً شعبياً بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق عدة شمالي القطاع، رغم الدمار والأوضاع المعيشية الصعبة.

ويحاول السكان والنازحون شمالي قطاع غزة التعايش ولو جزئيا مع الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء الحرب الإسرائيلية والدمار الكبير الذي حل بمناطقهم خلال توغل قوات الاحتلال فيها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة "23 ألفا و708 شهداء و60 ألفاً و5 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

"نتمنى العيش براحة وسلام"

وداخل أحد محال بيع الملابس في سوق مخيم جباليا، يقف صاحب المتجر محمد نصر يتحدث مع أحد الزبائن عن عدم توفر أي قطعة من الملابس الشتوية، وأن ما يتوفر لديه ملابس صيفية وربيعية فقط.

ويقول نصر الذي يقطن في منطقة جباليا النزلة ببلدة جباليا (شمال): "الحمد لله متوفرة لدينا كميات بسيطة من البضائع، نقوم ببيعها ونساعد الناس فيها، فالبضائع لا تدخل إلى غزة والشمال منذ بداية الحرب".

ويضيف لمراسل الأناضول: "البضائع قليلة والأسعار مرتفعة ولا يوجد مصدر دخل للناس، ونريد أن نعيش كبقية سكان العالم، أطفالنا يرتدون ملابس ربيعية وصيفية، ولا يوجد للمواليد أي ملابس مناسبة لهذه الأجواء".

ويطالب نصر بالتدخل لإدخال البضائع، وخاصة الملابس، حتى تبتاع العائلات ما تحتاج لأطفالها من ملابس تقيهم برد الشتاء القارس، مشيرًا إلى عدم دخول أي شاحنات ملابس منذ شهر أكتوبر الماضي.

ويتابع: "رغم استمرار العدوان والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة شمالي قطاع غزة، لكننا مصرون على الحياة، ويبدو ذلك واضحًا من الحركة داخل السوق"، متمنيًا العيش بحرية وسلام كباقي شعوب العالم.

ويعاني سكان شمال القطاع من أزمات إنسانية وصحية وبيئية، وتنتشر الأمراض والأوبئة بسبب طفح مياه الصرف الصحي وعدم توفر أي عيادات أو مراكز طبية، وفق نصر.

افتتاح سوق جباليا خطوة صحيحة

ويصف المواطن أبو صخر كتكت، من مخيم جباليا، مدينة غزة والشمال بأنهما "أغلى منطقة في العالم، والوضع فيها صعب والحال يرثى له، وهناك تكدس سكاني رهيب".

ويقول كتكت وهو يتجول داخل سوق مخيم جباليا: "افتتاح السوق خطوة في الاتجاه الصحيح، وتدل على إصرار السكان على العيش رغم العدوان المتواصل".

ويشير أثناء حديثه مع مراسل الأناضول إلى الظروف الصعبة التي يعيشها سكان شمال غزة، واستغلال التجار للأوضاع الحالية، وعدم مراعاة ظروف الناس".

افتتاح السوق خطوة في الاتجاه الصحيح، وتدل على إصرار السكان على العيش رغم العدوان المتواصل

ويضيف: "القصف على مدار الساعة، ولا يخلو مكان من القصف، والناس نزحت من مخيم جباليا ومناطق الشمال إلى المدارس والعيادات، نأمل أن تنتهي الحرب وتعود الحياة كما كانت سابقًا".

ويأمل كتكت، الذي تشتتت عائلته بين الشمال والجنوب، أن ينتهي العدوان بأسرع وقت والعيش بأمن وأمان، فقد "أصبحنا نصارع الموت"، وفق قوله.

 "كل شيء مات"

ولا تختلف معاناة أم محمد الإفرنجي، من سكان جباليا، عن سابقها، وتقول: "احنا مشتتين ووضعنا سيئ، أولادنا ماتوا صغارنا ماتوا كل حاجة فينا ماتت، راحت حياتنا، جوعنا أكثر من شبعنا".

وتضيف الإفرنجي النازحة إلى مدرسة أبو حسين: "الناس بحاجة إلى الطحين، لكنه مفقود، والطعام شحيح، نحن نعيش مجاعة حقيقية". وتصف الأوضاع داخل مركز الإيواء بالسيئة، حيث تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من مياه وكهرباء، في حين تنتشر الأمراض بين النازحين.

وتبدي سعادتها بعودة الحياة إلى السوق، لكنها لا تخفي حزنها أيضًا لعدم مقدرتها على التسوق في ظل الأوضاع القاهرة والارتفاع الكبير في أسعار البضائع البسيطة المتوفرة.

أما ابتسام الأشقر التي تعمل معلمة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فقد نزحت 6 مرات داخل مناطق شمال قطاع غزة.

وتقول لمراسل الأناضول: "أثناء اجتياح جباليا، الوضع كان صعب جدا جدا، وكنا نشرب المياه الملوثة، ونقف في طوابير طويلة حتى نحصل على المياه المالحة".

وتصف الأشقر الوضع بأنه "مأساوي، ويفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية، في مقدمتها المياه والطحين والكهرباء"، مطالبة العالم أجمع بالوقوف الى جانب غزة ومساندتها. وتشكو ارتفاع أسعار البضائع وانعدام القدرة الشرائية مع دخول الحرب على غزة شهرها الرابع على التوالي.

وتضيف: "الناس تعيش على الأرز، والمعكرونة غير موجودة، والبرغل، أدنى متطلبات الحياة غائبة، الوضع صعب جداً، وآلاف النساء يستصرخون واه عرباه واه إسلاماه".

(الأناضول)

المساهمون